عمرو شريف يوضح معنى الإلحاد.. ويؤكد: الملاحدة العرب لجأوا إلى موقف الربوبية لهذا السبب

  • أحمد محمد
  • الإثنين 24 أكتوبر 2022, 01:42 صباحا
  • 501

قال الدكتور عمرو شريف، وهو أحد أبرز المتخصصين في الرد على الإلحاد، إن الإلحاد مصطلح له معنى قرآني ومعنى قاموسي ومعنى اصطلاحي.

وأوضح أن المعنى القرآني ورد في مواضع من كتاب، ليس من بينها ما هو بمعنى الكفر، فمن ذلك قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} (الأعراف: 180)؛ أي في أسماء الله، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} (النحل: 103)؛ أي في اللسان أو النطق.

وأكد أنه يمكن أن نأخذ المعنى القاموسي للإلحاد مما ورد في القرآن الكريم، فيكون بمعنى الميل؛ أي الميل عن الجادة، بحسب "إسلام أون لاين".

 وأكد أن المعنى الاصطلاحي للإلحاد هو إنكار الوجود الإلهي، مشيرا إلى أن كفار مكة لم يكونوا ينكرون وجود الله عز وجل، بل كانوا يعترفون بالوجود الإلهي: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (الزخرف: 87)، ومع ذلك سماهم القرآن الكريم كفارًا وكافرين.

وبين أن إنكار الوجود الإلهي يُقصد به في القرآن، ما ورد على لسان الكافرين: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} (الجاثية: 24)، أي الدهريين؛ الذين شعارهم: إنْ هي إلا أرحام تدفع، وأرض تبلع، وما يهلكنا إلا الدهر!

 

ولفت إلى أن هناك مصطلح مرتبط بالإلحاد وهو “مصطلح الربوبيين”، وهو ينطبق على أهل مكة أيام بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فهم كما أشرنا لا ينكرون وجود الخالق، ولكن تكمن مشكلتهم في إنكارهم التواصل بين السماء والأرض، وهذا أيضًا مثل ما ذهب إليه أرسطو، من أن “المحرك الأول” لا يليق به أن ينشغل بمخلوقاته، وإنما ينشغل بذاته؛ مثل “صانع الساعة”؛ صنعها ووضع فيها قوانينها ثم تركها تعمل! فعلى رأيهم ليس للإله دور في “القيومية”: إدارة الوجود؛ فالربوبيون يؤمنون بإله ولا يؤمنون بالديانات، وبالتكليف، وبالبعث بعد الموت.

 

ولفت إلى أن الملاحدة في بلادنا العربية لجأوا إلى موقف الربوبية بعد أن تم التصدي للموجة الإلحادية، وأصبحت الأدلة على الوجود الإلهي لا تُدحَض؛ فوجدوا المفر من ذلك في أن يعترفوا بالوجود الإلهي مع إنكار التكليفات، وبهذا يحقق الملحد ما يريد؛ وهو أن يعيش حياته دون تكليف، ودون أن يحمل همَّ البعث والجزاء والعقاب!

 

 

تعليقات