أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
البر بالوالدين "عبادة" مأمور بها الإنسان، في كل يوم بقدر استطاعته، وأكمل الناس من أتمها في كل يوم وأداها كما ينبغي.
ونسلط في هذ الموضوع الضوء على أهمية احترام الأب، والحرص على الفوز برضاه؛ لما فى ذلك من الفوز برضاء الله، والسعادة فى الدنيا والآخرة.
فالأب ـ مع الأم بكل تأكيد ـ سبب وجود الإنسان في الحياة، وله عليه غاية الإحسان؛ هناك ارتباطًا وثيقًا بين رضا الله تعالى ورضا الآباء الصالحين؛ لذلك يجب على الأبناء أن يحرصوا على رضا آبائهم وطاعتهم؛ لينالوا رضا اللهِ عليهم في الدُّنيا والآخرة، وهو ما أكد على الأزهر الشريف فى منشورات مختلفة عبر حسابته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى.
وشدد الأزهر على أن الله أوصانا ببِرِّ الوالدين، والإحسان إليهما، في كثير من الآيات فقال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾، وقال سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾، وقال سبحانه: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾.
ويجب على الأبناء أن يستغلوا فرصة حياة الأب بتكثيف العطاء له والبر به استدراكا لما عساه أن يكون قد فاته من قبل، أداء للواجب، وطمعا فيما عند الله من المغفرة، وأن يرقق قلوب أبنائهم عليهم إذا وصل بهم الحال إلى حال والده.
ولا يتوقف الإحسان إلى الأب بعد وفاته، فكما هو حق له في الحياة، نفس الأمر بعد الممات.
فالإحسان إلى الأب في حياته معروف، وأما بعد موته فيكون بره بالدعاء له والاستغفار، وإنفاذ وصيته، وإكرام صديقه، والإحسان إلى الأقارب وصلة الرحم التي لا صلة لك به إلا من خلاله، وفى ذلك ورد حديث يقول: عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَأَنَا عِنْدَهُ، فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَوَيَّ قَدْ هَلَكَا، فَهَلْ بَقِيَ لِي بَعْدَ مَوْتِهِمَا مِنْ بِرِّهِمَا شَيْءٌ؟، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عُهُودِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا، وَصِلَةُ رَحِمِهِمَا الَّتِي لَا رَحِمَ لَكَ إِلَّا مِنْ قِبَلِهِمَا»، قَالَ الرَّجُلُ: مَا أَكْثَرَ هَذَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَطْيَبَهُ، قَالَ: «فَاعْمَلْ بِهِ». صحيح ابن حبان.