رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

أفكار ضد الإلحاد (4).. محمد داود يزيل التشويش عن اتهام القرآن بالتناقض

  • جداريات 2
  • الإثنين 30 سبتمبر 2019, 1:10 مساءً
  • 1399
غلاف الكتاب

غلاف الكتاب

الدكتور محمد داود واحد ممن أخذوا على عاتقهم مواجهة الفكر الإلحادى، من خلال منهجية علمية، وفى ثوب عصرى ميسر بعيدا عن التشرذم والتشدد أو الزعاق الأجوف والمتشنج، بل من خلال الحوار العقلانى الهادئ، وكتابه «عزيزى الملحد.. حوار الحق مع الملحدين شواهد وبراهين الإيمان» واحد من إسهاماته فى التصدى للإلحاد وأسبابه والرد على أسئلة الملحدين، من خلال مواقع السوشيال ميديا خاصة "فيس بوك" ، متحليا بالنفس الطويل في الأخذ والرد، وحسن الخطاب، ولأهمية الكتاب فقد تعرضنا له من قبل في «جداريات»، ضمن سلسلة أفكار ضد الإلحاد، ونكمل اليوم.

من ضمن الأسئلة التي يطرحها أحد الملحدين على الدكتور محمد داود في الكتاب سؤال خطير جدا يتهم فيه القرآن الكريم بالتناقض نصه: كيف يقرُّ القرآن في موضع أن إبراهيم هو أول من أسلم: "وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين" ثم يثبت في موضع آخر أن موسى هو أول من آمن "وأنا أول المؤمنين" ثم يخبر في موضع ثالث أن سحرة فرعون هم أول من آمنوا: "إنما نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين" أليس هذا تناقضا؟!

يرد الدكتور داود على هذا الاتهام الخطير للقرآن الكريم بأنه ليس هناك تناقض بين آيات القرآن الكريم وبمعرفة قواعد اللسان العربي المبين يزول ما بذهنك من تناقض، فلما ضعفت معرفة الناس بقواعد القرآن ضعف حسهم اللغوي، وضعفت صلتهم بالقرآن وفهمهم لآياته وأساليبه.

ويرفع داود اللبس عن ذهن السائل المشوَّش حول معنى الأوليَّة فيوضح "أن معنى الأوليَّة  الذي تقصده في الآيات التي تستدل بها ليس واحدا، فكل أوليَّة مختصة بمجال من المعنى بحسب السياق، فالسياق محدِّد للمعنى، فكل أولية مختصة بمجال من المعنى بحسب السياق، فالسياق محدد للمعنى، حيث إن أوليَّة الإسلام في حق إبراهيم وأوليَّة الإيمان لموسى وللسحرة هي أولية نسبية، فكل نبي هو أول المسلمين من قومه، وهو أول المؤمنين من أهل ملته، حيث كان هو أول من أسلم وآمن لربه، وأول من دعا لذلك، فهو أولهم إسلاما وإيمانا...

بينما أولية إيمان سحرة فرعون.. وهم لم يكونوا أسبق إلى الإيمان بطبيعة الحال من موسى وهارون.. تمثلت في كونهم أول من آمن بآيات موسى حين رأوها...

فأوليتهم كانت للدلالة على المبادرة إلى الإيمان وعدم التقاعس عنه والتواني فيه حين رأوا آية تحول العصا إلى حية تسعى.

تعليقات