هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
«مواطن سعودي مسلم» هذه الإجابة التلقائية التي ستسمعها من الجيل الشاب إن طلبت منه تعريف هويته الوطنية، فالإسلام جزء أساسي في تركيبة «الهوية الاجتماعية» لكل من يولد في هذه البلاد المباركة، وقد شاهدنا في الشهر الأخير الحرب الثقافية الفاشلة من الحوثيين سواء في محاولة ربط الرؤية بالإلحاد ومساحات تويتر المثيرة للشفقة والضحك، أو حتى من ذهب ليعتمر عن الملكة الراحلة إليزابيث التي نكن لها كل الحب وقد قدم قادتنا التعازي بما يليق بدولتنا المهيبة ونحن كمواطنين. جاء هذا النكرة ليلبس على العالم مظهر عجيب ويحاول تمرير رسالة مفادها أن التعدي على قدسية المناسك أمر هين وهدف لتمرير رسالة الحوثيين الجديدة: «إن قيم الإلحاد تتناغم مع رؤية المملكة»، وهكذا وجدنا أننا أمام حرب حوثية جديدة بعد هزيمتهم النكراء في الميدان، هم يتحركون الآن وبشكل ظاهر للحط من قيمة الدين الذي يعني وبشكل مباشر ضرب السعوديين في هويتهم الأساسية، والمؤسف أن البعض يسهل لهم هذه المهمة تحت دعوى التنوير وحرية الرأي؛ التي لا ينبغي أن تكون على حساب لُحمة الوطن وأمنه وأمانه.
إن العلاقة
الوطيدة بين الهوية السعودية والإسلام هي أقوى علاقة على الإطلاق، وهي دستور وأساس
الدولة الخالد الذي رعاه قادتنا -حفظهم الله- وصانوه جيلاً بعد جيلٍ، بل أصبحت
الوسطية والسماحة والعدل والحكمة نمط حياة للسعوديين وحكمة تاريخية خالده منحنا
الله إياها في حكم آل سعود الذين أعزنا الله بهم وأعز الإسلام والإنسانية جمعاء في
ظلهم، وإن كل محاولة بائسة لإسقاط المكون الديني من الحاضر أو المستقبل من قبل
الحملات الخارجية هي ليست عبثية، بل حرب دنيئة تستهدف المكون الأول في هوياتنا
الوطنية التي نموت ونحيا دونها. حصنوا أطفالكم وأنفسكم، ولا تمرروا أي شاردة دون
نقدها وفهمها.
هذا المعتمر،
على سبيل المثال، الذي بث الفيديو المستفز لمشاعر ملايين المسلمين أجد أنه عبث في
إسقاطاته المعنوية على الوطن، وأن الرؤية الوطنية تتساهل مع التصرفات الخارجة عن
نطاق التقبل للمسلمين عامة والسعوديين خاصة. والكثير من الحوارات التي يتم بثها في
مساحات تويتر هدفها الطعن في قادتنا ورؤيتنا التي جاءت لتعزيز الوسطية والانفتاح
والمعرفة، بل ما يميز حاضرنا اليوم هو التخلص الجلي من الخطابات المتطرفة وتعلية
الاعتدال والحكمة، وأجد أننا من أعلى الدول في سقف الحريات في النقاشات الاجتماعية
وحفظ التوازنات. لذا لا يليق بمن يحترم هذه القيم العليا أن يروج لهؤلاء
الإرهابيين أو يقدم نية الحوار معهم، فلا حوار هنا وقد استمعنا جميعاً لما قاله
العميد ركن تركي المالكي حول تعنتهم في المحادثات الأخيرة، الذي أفشل إطلاق سراح
جميع أسرى الحرب.
أخيراً، فإن فشل
الحوثيين وحقدهم حالة تاريخية تدرس كنموذج للإرهاب الساذج، وتوجههم الجديد في
تشويه رؤية الوطن ما هو إلّا تتمة لهذا الفشل. وسيفشلون مستقبلاً في كل مشاريعهم؛
لأنهم ببساطة كتل من الأحقاد والجهل والذهان وتحركهم الأحقاد، والأيام قد أثبتت أن
من تحركه الكراهية ليس كمن يحركه الحب والقيم والسلام. السعوديون جميعهم بمختلف
اتجاهاتهم الفكرية والاجتماعية ومذاهبهم ومشاربهم يقدمون دائماً نموذجاً في النضج
الوطني، وأعني النضج الذي يمنع صاحبه من الإضرار بمصالح وطنه العليا وما يفرق
اللُحمة الوطنية. وهذا بفضل من الله ثم بفضل قادة آمنوا بشعبهم وخلقوا مجتمعات
آمنة مطمئنة ناجحة ومرفهة رغم كل الدمار والفقر المحيط بنا. وفي يومنا الوطني
الثاني والتسعين مهم أن نستدرك هذا الخطر، وهذا الجنون المحدق بنا، وأن لا نحسن
الظن بمن جعلوا أنفسهم مطايا لإيران. نعم هي ليست مجرد حرب عابرة، هي حرب عقيدة
وأرض وموت وحياة.
دمتم بخير..