رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

"ضحكات هستيرية" من ألف عام لأحمد دسوقي في ملتقى السرد وصالون غادة صلاح الدين

  • جداريات 2
  • السبت 28 سبتمبر 2019, 10:27 مساءً
  • 1156
جانب من الندوة

جانب من الندوة

حسام عقل: المسرحية تميل إلى  مسرح العبث.. والفكرة هي البطل

معتز محسن: الكتابات العبثية تزدهر بعد الحروب والعودة لعصر المماليك لتشابهه بالواقع الحالي

 

واصل ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة فعالياته الثقافية وعقد، أمس، بالتعاون مع صالون غادة صلاح الدين الثقافي ندوة لمناقشة مسرحية "ضحكات هستيرية" للكاتب أحمد الدسوقي، وذلك في مقر  الملتقى 76 شارع عبد المنعم رياض تقاطع شارع الفالوجة بالمهندسين.

بدأت الندوة بترحيب الكاتبة غادة صلاح الدين بالحضور وتوجيه الشكر لهم، مؤكدة أنه سبق لصالونها أن ناقش عملا مسرحيا من قبل، لكن هذه هي المرة الأولى التي يناقش عملا مسرحيا بالتعاون مع ملتقى السرد العربى، برئاسة الدكتور حسام عقل، مشددة على أنها ترحب بأي مقترحات من الحضور، ومن رواد  ملتقى السرد وصالون غادة صلاح الدين، خصوصا بشأن نوعية الأعمال التي سيتم مناقشتها مستقبلا.

 من جانبه قدم الدكتور حسام عقل قراءة نقدية ضافية للمسرحية، مؤكدا أن المسرحية تعود في زمنها إلى قبل ألف عام، وهو ما يجعلنا نتجادل حول هذا الزمن، ونتساءل عن تعمد اختيار هذا الزمن، ولماذا يهوى المبدعون العودة إلى عصر المماليك في كتاباتهم خاصة بعد ثورة 25 يناير، مضيفا أننا نشتم في المسرحية شيئا قريبا من مسرح العبث، فأحمد الدسوقي يريد أن يسخر من فكرنا وحياتنا.

وأضاف "عقل" أن هناك مدرستين في الأعمال المسرحية الأولى ترى أن المدرسة الأولى تكون منشغلة بالشخصية ثم تبني عليها الأحداث المواقف والمدرسة الثانية هي التي تنشغل بالمواقف والأحداث ثم تخلق لها الشخصيات، موضحا أن أحمد الدسوقي من المدرسة الثانيةف لا نستطيع أن نقول في مسرحية "ضحكات هستيرية" إن شخصية محددة سواء الملك أو الوزير أو الحكيم هو البطل، إنما البطل هو فكرة تخلُّق النظام الشمولي وكيف يرضى الناس بهذا النظام.

وعن عدم وضع اسم لبعض الشخصيات قال عقل، إن هذا يجعل تحويل النص المكتوب إلى عمل معروض، يرهق المخرج جدا في تصور كل شخصية وتحديد سمات لها حتى يختار لها اسما مناسبا لهذ السمات، كما لفت "عقل" انتباه الكاتب إلى أنه كان عليه أن يضع ثبتا بشخصيات العمل كما جرت العادة في النص المسرحي، كاشفا أن العمل من الناحية اللغوية اعتمد على السجع والتمثلات الفونيمية، لكنه وقع في أخطاء لغوية ومثَّل بكلمة "مداس" التي كان حقها النصب إعرابيا، لكن الكاتب اعتمد التسكين عندما تعمد السجع.

وعن النهاية التي اختارها الكاتب لمسرحيته اختلف معه الدكتور حسام فيها، مشيرا إلى أنه كان يجب أن تكون النهاية عندما سمع الملك صوت الثوار وتوقف عن الضحك وتساءل: "ما هذا؟" لكن يبدو أن اعتقاد الكاتب أن القارئ لن يفهم هذه النهاية جعله يتمادى في تفاصيل تالية جاءت أقرب للخطابية،منها قول الملك "من مأمنه يؤتى الخطر...." رغم أن القارئ من الممكن ان يفهمها ضمنا.

 وتدخل الناقد معتز محسن من جانبه  مؤكدا أن الكتابات العبثية تأتي غالبا بعد الحرب سواء بالنصر أو الهزيمة فعبثية صمويل بيكيت ظهرت بعد الحرب العالمية، أما لماذا عاد الكاتب إلى العصر المملوكي  فذلك ربما يكون لوجود قواسم مشتركة بين الواقع في وقتنا الحالي الممتلئ بالعبثية بما كان في العصر المملوكي.

فيما تقدم الكاتب أحمد الدسوقي بالشكر لملتقى السرد العربي وصالون غادة صلاح الدين على مناقشة العمل، مؤكدا أنه في أعماله يختار تجارب إنسانية عاشها تحمل معاني عامة، لذلك اختار أزمنة قديمة ومكانا غير محدد في مسرحيته ضحكات هستيرية.

وأقيم على هامش المناقشة ندوة شعرية أنشد فيها عدد من الشعراء من قصائدهم، منهم الشاعر علي فاروق والشاعرة ليلى حسن والشاعر محمود مفلح والشاعر السعيد عبد الكريم والشاعرة سحر كرم، وألقى محمد عبدالله قصائد من شعر نزار قباني.

تعليقات