أحمد بدر نصار يكتب: "صراع الإيمان والإلحاد.. صفحة مضيئة في مواجهة الملاحدة"

  • جداريات Jedariiat
  • السبت 28 سبتمبر 2019, 6:49 مساءً
  • 1049
شعار الإلحاد

شعار الإلحاد

ما أكثر الصفحات الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي المبهجة التي تقف بالمرصاد لكل أفكار الملاحدة الذين يلقون أفكارهم المعلبة البعيدة عن المنطق والعقل في بحر المجتمع، ولا ندري بأن هؤلاء الذين يقولون ويرددون دوما أنهم لا يعترفون سوى بالعلم ونسوا أن الله هو خالق العالم، ولا يمكن لهذا الخالق العظيم أن يأتي بدين يخالف العلم، لأن المصدر واحد.

هذا ما تحاول صفحة"صراع بين الإيمان والإلحاد"  أن تؤكده دومًا فتقول إن  أكثر ما نراه من الملاحدة واللادينيين هو فقط التهجم علينا نحن ''الخلقيون'' بدعوى إيماننا بالغيب، الله الخالق العليم المقتدر الحكيم الذي أرسل رسلاً وأنزل كتباً للدلالة عليه وهداية الناس سواء السبيل، هذا الإيمان الذي هو النتيجة الفطرية التلقائية العقلانية والحتمية للتفكر في النفس والوجود وظاهرتي العناية والغائية في كل موجود. لكنني لم أجد عندهم قط تفسيرا ماديا قطعيا بإزاء هذا الإنكار والجحود ولو افتراضيا لوجود نظام الكون والحياة بكل تعقيداتها وتوافقاتها ولهاتين الظاهرتين. لم أجد على الرغم من تهجمهم بقوة على منطق الإيمان ومن موقع الواثق المتأكد سوى صيغ لاأدرية في تفسير حدوث الأشياء مع الاكتفاء فقط بدعوى تطورها التدريجي كتفسير، وحتى هذا التفسير نفسه يقدمونه بصيغ لاأدرية : أين الحلقات الوسطية ؟ لا ندري. كيف ظهرت الحياة وبماذا تفسرون الانفجار الكمبري ؟ وهل عمر الأرض كاف والمدة الزمنية لظهور الحياة كفيلة بحدوث كل هذا التطور المزعوم رغم اكتشاف كائنات على حالها منذ أقدم العصور ؟ الجواب : ربما، يمكن، لعل، يُفترض، العلم سيفسر الأمور يوما ما ... وإذا كان الملحد نفسيا تجده يتشبث بنسبة الشر والاختلال الواقعة في الخلق أو بعض مناحي الحياة (بسبب ذنوب بني آدم طبعا) مع أن هذا الدليل نفسه ضده لأنه يعترف ضمنه بأن الشر ليس قاعدةً ولا أمراً حتمياً .

وتابعت الصحفة: أكبر تحدي يواجه الملاحدة ودعاة المذهب العلموي اليوم، هو مصدر المعلومات التي توجه المادة من حولنا في هذا العالم، ويمكننا تبسيط هذا الإشكال بضرب مثال بسيط، مثلا الكمبيوتر دون برمجة بشرية وضخ كميات هائلة من المعلومات والمعادلات الرياضية فيه من طرف العقل البشري، لن يكون سوى مجرد مادة أولية خامة ساكنة لا قيمة لها ولا هدف ولا غاية، ونظرا لهذا الإشكال المستعصي ذهب بعض الملاحدة إلى إختلاق مصطلح جديد للتهرب من فرضية الإله أو الخالق، فأطلقوا مسمى (العقل الكوني)

وأشارت الصفحة إلى أنه من المغالطات الشائعة التي يرتكبها بعض الملاحدة دون وعي، هو محاولة إخضاع المعجزات التي جاءت بها الكتب السماوية وقصص الأنبياء إلى مقاييس العلم والعقل والمنهج المادي وإلا فهي خرافة، وهذا قول مغالط، لأنه مبنى على مقدمات خاطئة تضع المعجزات في نفس مستوى الظواهر الطبيعية والكونية التي توصل البشر بعد قرون طويلة من تفسيرها علميا وعقليا وماديا، وهي ليست حادثة في تاريخ العالم بل ظواهر دورية مستمرة ثابتة، وأقصد هنا التفسير الآلي لا الغائي، بمعنى نعرف القوانين التي تتحكم فيها وتوجه نظامها، ولكن لا نعرف لماذا بتلك القوانين دون غيرها، ومن يقف وراءها أيضا؟، فحدود العلم تتوقف عند الآلية فقط ولا تتجاوز ذلك أبدا، وبعيدا عن القوانين ورجوعا للمعجزات نقول لو قمنا بإسقاط المنطق العقلي والعلمي والمادي على ظاهرة المعجزات فنحن هنا قد أفرغنا المصطلح من معانيه ومقاصده، لأنه لو تمكنا من تفسير المعجزات عقليا ومنطقيا وعلميا وماديا فحينها لن تصبح معجزة بل مجرد ظاهرة كغيرها من الظواهر لا أكثر ولا أقل، بمعنى آخر لم تسمى بمعجزة إلا لأنها تتجاوز حدود المجال العقلي العلمي المادي البشري، فالمعجزات التي جاءت بها قصص الأنبياء هي من جهة تبيان لعظمة الخالق العظيم الذي خلق هذا العالم بقوانينه الحالية والقادر على إختراقها وتبديلها متى شاء وكيفما شاء سبحانه، ومن جهة أخرى إختبار قوي يقيم فيه إيمان الناس بربهم الكريم . 

تعليقات