رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

حسام خطاب يكتب: هل هناك ضريبة باهظة تكمن وراء تقدم الغرب؟

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 07 سبتمبر 2022, 9:10 مساءً
  • 687

حين نطلق كلمة "العلم التجريبي " فإننا نعني الحقائق والأرقام، ولا يهم العلم هنا كيف ستصير الأخلاق.

العلم اختراع أو اكتشاف، لكن هل يضمن السعادة بهذا الاكتشاف أو يكفل المسرة بذاك الاختراع؟ حقًّا لا يهم العلم!

هكذا يقول "فرانسيس بيكون" أحد قادة الثورة العلمية في الغرب: "العلم قوة". ومن هنا تستطيع أن تؤرخ لأيديولوجيا الاستعمار.

لكن ترى، كيف ازدهر العلم في الغرب؟

أهمس في أذنيك مرة أخرى، الاستعمار.

وثالثة أذكرك بقول "بيكون": ^العلم يعني القوة^ والقوة تعني السيطرة، والسيطرة تعني الظلم والبطش.

قامت أبحاث الطب النازي الألماني بشكل أساسي على تجارب التوائم المتماثلة، تارة بالحرق وتارة بالتبريد وأخرى بحقن الجراثيم والمواد المسرطنة وتجارب الهلع والخوف وشتى أنواع التعذيب دون أدنى رحمة أو شفقة يمكن أن نعطيها اليوم حتى لفئران التجارب!

إن العلم هو من صنع القنبلة النووية وترساناتها التي تكفي لإبادة العالم أكثر من خمس عشرة ولا أدري حقا كيف؟ غير أنه لم يراعي شيئا يحسب للأخلاق والقيم، ولو بمقدار قطمير!

في العلم القيم غائبة، لأنه يبحث في المادة والطبيعة، والمادة والطبيعة بلا هدف ولا غاية.

وفي العلم، المادة صدفة، واللذة والمنفعة والمصلحة هم بل فخر قيم الاستعمار. لقد فعل داروين الشيء نفسه حين أعلن البقاء للأصلح، وأن الحياة صراع.

تقول لي الاستعمار الاستعمار الاستعمار! فأين هو الاستعمار؟

لن أحدثك عن الاستعمار العسكري، أو الفكري والثقافي، أبدًا لا.. لكن هل تعرف شيئا عن الاستعمار الرأسمالي؟

ببساطة شديدة، إنه الشركات الكبيرة التي تنتج سلعًا بهدف التربح والاستثمار. وبلغة المثال، إنها شركات الأدوية التي تنتج أقراص "منع الحمل" لأجل هدف واحد، صحة الأمهات؟ مطلقًا! بل إنه الربح ولا غير.

لكي تحقق هذه الشركات أعلى درجات التربح والاستثمار، فعليها أن تدعم وبكل قوة نشر مفهوم التحرر الجنسي وكل ما يقود إليه. إنه الضامن الوحيد لمضاعفة فرص الاستهلاك، ومن ثم التربح والمال. وكلما زاد استهلاك الجنس كلما ارتفعت أسهم الشركة في الأسواق، وبالمقابل كلما انحسرت ثقافة الجنس وتفشى الحياء وعمت الأخلاق، رنا ذلك بالشركة إلى طريق الإفلاس!! فقل لي بربك إلى أي طريق سينحاز العلم؟

على الرأسمالية أن تشجع العلم وأن تنهض بالأبحاث، لا لأجل سعادة البشرية، ولكن لأجل الاستعمار، لأن الاستعمار يعني الربح، وهنا تنتهي المسألة!

إذن من يقف الآن عائقا أمام تلك الرأسمالية العالمية؟ إنها منظومة القيم التي تناطح بمعاييرها معايير الرأسمالية البراجماتية النفعية، وتحد بضوابطها سياسة الاستهلاك، فتربح القيم ويخسر الاستعمار.

ومنا هنا، فلابد أن  تندثر تماما آثار القيم والأخلاق تحت حضارة الرجل الأبيض الذي أبهر العالم بصعوده إلى الفضاء!!

تعليقات