كيف نعرف الطفل بالله سبحانه وتعالى؟

  • أحمد محمد
  • الخميس 01 سبتمبر 2022, 9:28 مساءً
  • 523
كيف نعرف الطفل بالله سبحانه وتعالى؟

كيف نعرف الطفل بالله سبحانه وتعالى؟

نشر مركز "منارة نور" خطوات مهمة، يمكن من خلالها تعريف الطفل باللع سبحانه وتعالى.

ولفت إلى أن ذلك يكون من خلال الحديث معه عن الله، وأن الله هو خالق هذا الكون يحبنا وأعطانا الكثير من النعم، وكذلك بالتأمل والتفكر في هذا الكون وفي خلقه وعد نعمه الكثيرة علينا وتنمية الشعور بالامتنان والشكر الدائم لله عز وجل على ما أعطانا.

أيضا من خلال تعليمه أسماء الله الحسنى ذلك الكنز العظيم الذي يجهل قيمته الكثيرين، مليء بالصفات الرائعة وبالدروس والقيم التي يجب أن ندرسها ونتعلمها ونتحلى ببعضها مثل (الرحيم، اللطيف، الودود، الكريم وغيرها).  

كذلك علينا أن نوضح للطفل من نحن وما الهدف من وجودنا؟ وأن نبين لماذا خلقنا الله؟ وهنا تجدر الإشارة إلى أنه لو سألنا المربين كيف تجيبون على هذا السؤال للطفل أغلبهم يقول لعبادته ولإعمار الأرض وهذه الإجابة ليست خاطئة لكنها ناقصة الصورة، والإجابة الكاملة هي أن الله خلقنا على هذه الأرض واستخلفنا فيها وكلفنا (بأربع) مهام  عبادته سبحانه وتعالى “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” 

ومفهوم العبودية هو مفهوم مجرد صعب الشرح للأطفال الصغار ما قبل سن السابعة لذلك في هذه المرحلة نكتفي بأن نقول للطفل أننا نحب الله لأنه خلقنا ووهبنا النعم الكثيرة والعبادات هي وسيلتنا لشكره عليها والتقرب إليه ونعلم الأبناء منذ نعومة الأظافر على الشكر والامتنان للأهل والأصدقاء والمحبين على كل معروف يقدمونه لنا لأن من لا يتعلم الامتنان للمخلوق لا يتعلمه للخالق.

ويضيف  التقرير: ما بعد السابعة ممكن أن نقدم مفهوم العبودية لله وهنا لا بد من تفسير نقطة مهمة لا يدركها حتى الكثير من الكبار.. عادة نحن البشر نربط العبودية لله بالمفهوم الذي نعرفه (انها علاقة استعباد واستبداد) لأننا نقارنها بالعبودية للبشر وهذا خطأ لأن العبودية لله تعالى هي علاقة حب واحترام وشكر وامتنان لأنها علاقة مخلوق بخالقه وصانعه والمنعم والمتكرم عليه (فهي علاقة غير متماثلة، علاقة مخلوق بخالق) بينما العبودية للبشر غالبا ما ترتبط بكره العبد للسيد لأنها عبودية بشر لبشر (علاقة متماثلة، علاقة مخلوق بمخلوق مثله لا يتميز عليه بشئ).

 

 فلا بد أن نفرق وشتان بين العبوديتين وهذا ما يجعل الكثير من الناس يرفض العبودية لله كِبرا منه لأنه يربطها بمفهوم العبودية للناس، في العبودية لله على من نتكبر؟ على خالقنا!!! بل أن قمة الحرية والعزة في الخشوع والخضوع والشعور بالانتماء لخالق هذا الكون. 

 

فدعوة الناس إلى عبادة الله “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” “وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ” هذه المهمة الثانية التي ينساها الكثيرون.

 

 نحن مأمورون بدعوة الناس لعبادة الله وتعريفهم به وبالإسلام كل من مكانه وهذه مسؤولية كل منا ممن يعرف الله تعالى والإسلام أن يُعَرف غيره ممن لا يعرفه ومأمورون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبمحاربة واستنكار كل ما من شأنه أن ينشر الفساد في الأرض ولو كانت فكرة.  

 

إقامة العدل وهي المهمة الثالثة للخليفة في الأرض وأحد أهم أسس الشريعة الإسلامية (شريعة العدل والرحمة) والتي كلفنا الله عز وجل بإقامتها.   ومن صور العدل في الإسلام: * العدل في الحكم بين الناس “وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ”   * العدل بين الزوجات في حال التعدد وإلا فواحدة “فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً”   * العدل بين الأبناء “فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم”   * العدل في القول “وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”   * العدل في الكيل والميزان “وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ”   * العدل مع غير المسلمين “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”.  

 

فالإسلام ذلك الدين العظيم حرم علينا الظلم كما جاء في الحديث القدسي الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى: “يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُهُ بينَكم محرَّمًا فلا تَظالموا” لكن إساءة تطبيق الكثير من المسلمين للشريعة أساء للدين وانتشر الظن  بأن الإسلام دين ظالم خاصة في مسائل المرأة والميراث والتعدد والرِّق وهذا الظن الباطل هو أحد أكبر أسباب الإلحاد اليوم على الإطلاق.

 

إعمار الأرض “هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ”   المهمة الرابعة والتي تبث الحياة في الأرض وتحافظ عليها من الهلاك، فكل خير نبادر بفعله هو إعمار لها نشر العلم / إبعاد الأذى / الحفاظ على البيئة / غرس شجرة / إعادة التدوير / الإيجابية في العلاقات / التصدي للفساد وكل خير نقوم به مهما صغر هو إعمار للأرض التي استُخلفنا فيها واستؤمنا عليها.

 

  أدوات الخليفة – خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة  وأوكل إليهم مهمة تسيير قوانين الكون والطبيعة بأمره فهناك ملك مُوكل بالجبال وملك مُوكل بالسحاب وملك مُوكل بنفخ الأرواح في الأجنة وملك الموت والملائكة الحفظة المُوكلة بحراسة المؤمن وحفظه مما قد يصيبه في يومه حتى يأتيه الأجل وكل ذلك بأمر من الله سبحانه وتعالى وبإذنه لذا فإن في سجود الملائكة لسيدنا آدم عليه السلام إشارة من الله وأمر بتسخير ما في الكون جميعا للإنسان بما فيها قوى الطبيعة -التي يسيرها الملائكة بأمره- لتسهيل حياته وإعانته على مهمته في خلافة الأرض.  

 

لو جئت بكلب وقمت بتربيته وتدريبه على الصيد والحراسة وبعض الألعاب فإنه سيتعلم ولو أتى مُرَوِّض بأسد وقام بترويضه لعرضه في السرك فسيتعلم أيضا. إذن الحيوانات أيضا لديها عقل وتستطيع التعلم وليس كما يُعتقد بأنها بدون عقل، لكن هل يستطيع هذا الكلب أو ذاك الأسد تعليم غيرهم من الحيوانات مما سبق لهم تعلمه كأن يعلم الكلب كلبا آخر مثلا؟ بالطبع لا.

 

ميّز الله سبحانه وتعالى الإنسان وفرّده على سائر المخلوقات بالقدرة على (التعليم التراكمي) فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يستطيع التعلم وتعليم غيره ونقل العلوم من جيل إلى جيل بل أيضا الابتكار والاكتشاف والقدرة على تطوير العلوم والاكتشافات القديمة ولهذا السبب الإنسان هو أحق المخلوقات بخلافة الأرض وإعمارها لقدرته بفضل ميزة التعليم التراكمي على تحقيق تقدم هائل وسريع لا يحققه أي مخلوق آخر حتى الملائكة لا تستطيع ذلك كما أشار القرآن في قوله تعالى: “فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ¤ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ” فلم تستطع الملائكة إخبار آدم بالأسماء ولكنه استطاع تعليمهم إياها “قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ” ليثبت الله سبحانه للملائكة أحقية آدم عليه السلام بخلافة الأرض.

 

والله سبحانه وتعالى خالق هذا الكون وصانع القرار فيه ولكي يتمكن الإنسان من خلافة الأرض أعطاه سبحانه من صفاته فمنحه وميّزه بالإرادة  وصنع القرار بحرية الإختيار بين الخير والشر ليتمكن من القيام بمهمته.

تعليقات