محمود عادل يكتب: عمل المرأة ومرتكزات النسوية

  • جداريات Jedariiat
  • الأحد 28 أغسطس 2022, 10:32 مساءً
  • 435
المرأة ومرتكزات النسوية

المرأة ومرتكزات النسوية

 لسنا بصدد تحرير الأمر فقهياً فتستفتِ كل امرأة أهل العلم بحسب ظروفها الشخصية وأوصاف العمل، وأعان الله من اضطرتها الحاجة لذلك وعملت بضوابط الشرع.

فأصحاب تلك الأيدولوچية لايسلمون بمرجعية القرآن والسنة إلا على سبيل الانتقاء والغطاء لخداع واستقطاب شريحة من المسلمين، وحتى أيضا لا يتم النفور من منهجهم ابتداءً ويكون لهم انتشار وتقبل داخل صفوف المسلمين ولهدم الإسلام من الداخل، ويكفيك أن تستمع لموقفهم عن أن الأصل " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ "(سورة الأحزاب:٣٣) ليتبين لك ذلك!

تقوم تلك الأيدولوچية على عدة مرتكزات منها:

 الفردانية: أن يعبد الفرد هواه ونفسه؛ فمعاني كالإيثار والتضحية لا تجد لها محلًا من الإعراب إلا إن عادت على الفرد بفائدة مادية له، فلسان حاله "لي حقوق على الكل ملزمة، في الوقت الذي أغمض عيني عن حقوق الأخرين " من حق الغير سواء البيت أو الأولاد أو الأهل أو غيرذلك..."!

الرأسمالية:  حيث تقوم لصالح خدمة أصحاب رؤوس الأموال ( من عمالة أكثر وجهد أكبر بأقل تكلفة ممكنة، مع سهولة الانقياد والخضوع لنظام العمل دون اعتراض، مع استهلاك أكبر قدر ممكن من المنتجات سواء للزينة والتجميل أو غير ذلك من الأمور التي تصحب الخروج للعمل، وترويج ذلك عن طريق الإعلانات المدروسة ويتم كذلك استخدام شعارات (الكارير) والعمل وتحقيق الذات؛ فهو الأولوية والغاية والباقي شيء ثانوي وليس أنه بقدر احتياج الفرد لعيش حياة كريمة فهو المفترض وسيلة لا غاية ويخضع لترتيب الأولويات بحسب ما رتبه الشرع؛ حتى تصدم من تبنت الفكرة عندما تكبر وحيدة ويتركنها من شجعنها على الأمر سواء رفدت من العمل أو ضعفت مهاراتها التي يريدون بكبر سنها بعدما كانوا يوهمونها بأنه الأمان الدائم الذي لاينقطع، وهي بجانب ذلك دون زوج ولا أولاد ولا أهل.

احتقار ربة البيت والتناقض: يظهر ذلك في التقليل من قيمة العمل داخل المنزل المغلف بالمودة والرحمة بالأولاد والزوج وعلى صعيد آخر العمل خارج البيت يكون انتصاراً وتحقيقاً للذات إذا كان للغير وتأخذ عليه أجرا ماديا ولايتركن فرصة للتشنيع على الأولى وتصويرها بسوء في كلامهم ورسومهم الساخرة.

السخرية من الزواج المبكر والتناقض الفاضح: في الوقت الذي تدعو للعلاقات غير المنضبطة بين الجنسين تحت شعار الحريات حتى تعوض هذا الاحتياج النفسي والفطري بعيدا عن منظومة الزواج، ويشوهن صورة زواج البالغات تحت مسمى "القاصرات" في حين يقبلن العلاقة الجنسية في نفس السن ما دامت خارج إطار الزواج!! ، ويدعو لحق الإجهاض وتجميد البويضات حتى تتفرغ للعمل ولايكون هناك اجازات من العمل ولتوفير الوقت والجهد للعمل دون أن يكون هناك لبنة أسرة متماسكة تحمي المرأة من هذه الانحرافات ومآلات هذه الأيدولوجية فتفاجيء المرأة متأخراً إن تبنت الفكرة بأنها أصبحت بلا زوج يؤنسها ولا أولاد تشعر بأمومتها معهم ولا إشباع احتياجها النفسي والعاطفي فلذلك تظل تسكن تلك الفطرة بأوهام شعاراتهم حتى تصطدم بالواقع!!

الحرية بما يوافق القيم الغربية: فيدعون للسفر بلامحرم ويدعون للتخلص من سلطة الولي سواء الأب أو الزوج، والتخلص من سلطة الدين، والسحاق وسائر مخلفات الغرب حتى يتمكنوا من المرأة ويستهلكوها في تحقيق مآربهم ويوهمونها بسراب تصدم به متأخراً ، لكن لا يدعمن من ترتدي الحجاب إن ظلمت أو اعتدي عليها وها نحن نرى المسلمات يقتلن يوميا في بورما وفلسطين ويختطفن ويغتصبن كما في الصين وغيرها من البلاد ولا بواكي لهن ولانسمع لهن صوتاً يأتي لهنَ بحقوقهن المسلوبة ولا يعطيهن حريتهن في اختيار ما يلبسون من الحجاب سوى ما يوافقهن، فمعايرهن مزدوجة وشعاراتهم براقة من الخارج وخراب من الداخل لمن يعقل!!

تعميم السيء وتقزيم الجيد: فتجدهن لا يتناولن سوى آحاد الحوادث التي تخدم فكرتهن كظلم تعرضت له إحدى النساء في زواج أو غيره وتعميمه  -الذي ننكره ولا نرضاه قبل أن يزايد أحد على ذلك- مع أن الظلم غير مقتصر على جنس النساء والظلم قبيح في كلا الجنسين إلا أنهن يعممن هذه الحالات المرضية، ولايظهرن العموم الجيد من المواقف الذي يخالطه كدر طبيعي حتى تم شيطنة منظومة الزواج ليسهل بعد ذلك قيادتها عاطفيا من هذا المنطلق، ويتاجرن بقضايا الطيبات من النساء وإن كن لايوافقن على هذا الطرح النسوي.

 

 تسليع وتشيء المرأة: كاستخدامها في صناعة الإباحية فهي مهنة عندهم كسائر المهن تحقق بها ذاتها ولو بالإهانة وألوان الظلم التي تقع في تلك الصناعة، ومن ملامح ذلك تعرية جسدها في الإعلانات لجذب انتباه غرائز الرجال حتى وإن لم يكن الإعلان له علاقة بالمرأة أصلا لامن قريب ولا من بعيد!!

 هدم الفوارق الفطرية بين الجنسين:  فيحرمن المرأة من إشباع احتياجاتها والعيش لما خلقت له تحت شعار المساواة مع الرجل فلا تراعى خصوصيات احتياجاتها النفسية والعاطفية وطبيعة الخلافات البيولوجية والبدنية التي تختلف فيها عن الرجل ويكلفنها بأمور لاتناسب بنيتها ولا نفسيتها فهي امرأة قوية غير معتمدة على غيرها( Strong independent woman) وهي عندهم امرأة لا تحتاج للرجل ولا للأولاد ولا الأمومة ويضغطنها بأمور لاتستطيعها كالرجل لاختلاف بنيتها ونفسيتها التي لاتلام عليها ولكنهم يكيدون بها!!

 

"العالمانية" أو نبذ الأمر الإلهي: يلقين شبهات بطريقة تخدع بسطاء الناس غير المتخصصين تحرك بها العاطفة حتى يُبغَض الشرع ويتم التملص منه تدريجياً، فهي تقوم على أن يُحكم العالم من الداخل الملموس ونبذ الغيب فيفصل الدين عن الحياة ولو تبقى لا يتبقى سوى ما يوافق أهوائهم أو فُتات شخصي فردي لايسود المجتمع ولايتم الرجوع إليه كمرجع مطلق حاكم للخلق..

فبذلك تخدع وتظلم النسوية المرأة حتى تجعلها كلأً مباحاً بلا دين، فتزني وتساحق بلا كرامة ولا خُلق، وتحرمها من عيش غريزة الأمومة والأُنس بالزوج والأولاد والأهل والشعور بالأمان ويسيطر عليها الحيرة والقلق، وتتنازل درجة درجة للحصول على أبسط ما تريد عند تخليها عن قِيمها، فبعدما كانت تنعم بمنظومة تحميها من الانحرافات المختلفة، وأب ينفق على احتياجاتها قدر استطاعته ويشعرها بالأمان ثم زوج يتولى الأمر بعده = أصبحت مجبرة على تحمل كل صعب وضغط نفسي وبدني وكل كلمة وفعل سيء سواء تحرش أو غيره من أجل فُتات محدود في بيئة لا يتحملها حتى الرجال الأشداء وينهارون فكيف بتحميل المرأة ذلك العبء

ندعو النسوية وشعاراتهم المزعومة بحقوق المرأة أن يرحمن المرأة ويتركن لها حقها في الالتزام بالدين والحجاب والزواج والأطفال ودفء العائلة ولايخدعن الطيبات من النساء ويلعبن على عواطفهن.

وندعو النساء أن ينتبهن لخُدعهن وألاعيبهن فلا يستجبن لما يرونه في الميديا المختلفة سواء (فيلم-مسلسل-برنامج-رواية-كتاب...إلخ)  وأن يتقين الله في الرجال ويتعلمن دينهن وحقوق وواجبات كل طرف، وأن الحياة الزوجية تبنى على المودة والرحمة والسكن، وليس الأنانية و تسجيل المواقف، قال الله:"وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ"...

وندعو الرجال أن يتقوا الله في النساء ويتعلموا دينهم ويعلموا أنه يتم شحن النساء عاطفياً باستمرار فليصبر وليحتسب كل منهم على الآخر.

تعليقات