رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

حنان إسماعيل تكتب: «رؤية حول رواية بريق النار» لـ أماني عطا الله

  • عزة عز الدين
  • السبت 27 أغسطس 2022, 03:56 صباحا
  • 1387
حنان إسماعيل

حنان إسماعيل

وقفت الكاتبة في اختيار عنوان روايتها أيما توفيق ودعمته باختيار غلاف متوائم مع ما تريد قوله.

 

فالبريق هنا ينبعث من عين الغواية التي يجذبها بها الشيطان جذبا، وأضافت لفظة البريق إلى مفردة النار التي تلتهم وتبلع ما يقف في طريقها، فعليها إذن أن تقاوم هذا البريق حتى لا تقع طُعما وفريسة لتلك النار التي لا تُبقِ ولا تذر.

 


تميز الشخصيات هذه الرواية بقلة العدد، وهي

 

أمل وعادل وجلال، إلى جانب مجموعة من الشخصيات الفرعية مثل بعض بطلات الأعمال وأخت الزوج علا وابنهما.

 

مما أتاح للكاتبة إحكام الحصار الخارجي والصراع الداخلي للشخصيات.

 

ركزت الأحداث على رصد الصراع الداخلي للبطلة الروائية أمل والتي انتهت بالفعل من كتابة ثلاث روايات ناجحة وبدأت بالفعل روايتها الرابعة.

 

هي تعترف بالفعل أن زوجها عادل رجل طيب يحيطها برعايته ويتحمل أعباء عملها خشية زعلها أو حرصا على نجاحها وتحقيقها لطموحها، لكنها من داخلها تحتاج لمن يجتاحها، ويزلزل مشاعرها، تشعر بكامل أنوثتها أمام قوته العضلية والشخصية، تشعر بهذا التيه الذي تفتقده مع عادل زوجها المسالم. فكتبت شخصية جلال المخرج السينمائي الذي يخرج ما دونته في أوراقها إلى حيز الواقع، أحبت كثيرا تلك الشخصية وليدة قلمها، وتفاعلت معها، بل وأحبتها لأنها زلزلت مشاعرها من الداخل، إلى أن وصلت إلى نقطة الصراع بين حبها واستقرار بيتها. يدفعها حبها الجم تجاهه، وترفض تربيتها وأخلاقها الانسياق وراءه ووراء نزوتها، وتظهر هنا جليا العادات والتقاليد والحرص على روابط الأسرة.

 

وانتهى الصراع بين الرغبة والأسرة بكونه مجرد حلم.

 

اعتمدت الكاتبة هنا على الحوار المباشر بين الشخصيات الرئيسية، كما دعمته بسرد متميز من الراوي العليم الذي يتجول داخلها ويروي لنا ما يدور من صراعات نفسية أطلعنا عليها عن كثب.

 

وبالنسبة للحبكة: تخطفنا الكاتبة من أول صفحة ومن أول وهلة بطريقة سرد متميزة تركز على الجانب النفسي للشخصيات، تداعب عواطفنا حينا وتخاطب عقولنا حينا آخر، ونحن بين هذا وذاك مستسلمين لها، تاركين لها عجلة قيادتنا مبهورين من حسن قيادتها.

 

تدغدغ عواطفنا حينا ثم نفوق على صوت العقل الذي لا يدع مجالا للخطأ.

 

يرى جلال أنها معجبة به وتراوده، بينما هي تراه مجرد ملهم لرواية جديدة، يدفعها حثيثا إليها، ولا يريد تصديقها في ذلك.

 

تعليقات