ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
عزة عز الدين خلال حوارها مع نهى حقي
"نهى حقي".. كاتبة المسلسل الشهير "اللقاء الثاني"، ابنة الأديب الكبير يحيى حقي كاتب الرواية الأشهر " قنديل أم هاشم"، أديبة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، واستطاعات أن تضع بصمتها الخاصة، عبر أعمالها التي حازت إعجابا كبيرا من القراء في مصر والعالم العربي.
"جداريات"
التقت الكاتبة، وحاورتها حول أهم المحطات في حياتها، وإلى نص الحوار...
يسعدني أن تكون
البداية عن علاقتي بك وكيف تطورت حتى أصبحت صداقة حقيقية، وقد جمعتنا مساحات
مشتركة من الفكر والرقي الإنساني جعلتكِ الأقرب لقلبي، وملتقى السرد العربي، هذا الصرح الثقافي الكبير
الذي أسِفتُ لعدم التحاقي به منذ البداية، وصاحبه المثقف الواع دمث الخلق د. حسام
عقل، ذو الكاريزما الخاصة والعلم الوفير، والذي خلق للساحة الأدبية عالماً رحباً
من الفكر والوعي والثقافة.
ماذا عن بطاقة
تعريف لنهى حقي؟
_حياتي مختلفة، كتب الله لي أن أعيش
حياة متعددة التفاصيل والشجون والمشاعر، أروع ما فيها أني ابنة ليحيى حقي بكل ما حمله الاسم من معنى.
كيف كانت علاقتك
به؟
-
قوية جداً،
رائعة، رغم أنه لم تجمعنا حياة في بيت واحد، نظرا لعمله بالسلك الدبلوماسي وسفره
المتكرر، وهذا من تدابير القدر كما كان يقول لي.
من هي الشخصية
المحورية الأولى إذن في حياتك؟
-
جدتي لأمي، حيث
توفيت أمي بعد أربعة أشهر من ولادتي، فاحتضنتني جدتي، وغمرتني بالرعاية والحنان
والاهتمام، أجادت احتوائي فلم أشعر معها باليُتم.
وأضيف أنها كانت
سيدة مجتمع مثقفة واعية، وكذلك جدي الذي درس الحقوق في فرنسا وأجاد الثقافات
المختلفة، فتشبعتُ من هذه البيئة الحاضنة بكل فنون الإبداع.
ماذا عن
الدراسة؟
- كنتُ في مدارس راهبات ثم التحقتُ بجامعة الأزهر، كلية الترجمة الفورية، لم أكمل، بل حولت إلى دراسة التاريخ.
كيف كانت
الانعطافة من مدرسة الراهبات إلى جامعة الأزهر؟
- لم أشعر بأدنى اغتراب بين العالمين، كلاهما يؤصل لجوهر الأخلاق والاحتشام والاحترام.
في الدراسة
الأزهرية من أبرز الشخصيات المؤثرة؟
-
الشيخ الذهبي
رحمه الله وقد تألمتُ كثيراً لقتله.
ماذا عن العام
الأسود الذي ذُكر على لسانك؟
عام ٦٨ توفيت فيه جدتي، التي كانت أمي، ولم أوفق في عامي الأول لدراسة اللغات والترجمة.
ماذا عن
الانعطافة الأولى؟
انتقالنا بعد
وفاة جدتي للعيش في الإسكندرية هرباً من الأحزان.
كيف بدأت
المسيرة الإعلامية؟
في الإسكندرية
التحقتُ للعمل بالإذاعة، وقد كنت أحلم بهذا المجال منذ طفولتي، وكانت هذه المرحلة
هي الأهم في حياتي، حيث عملت مع رائد الإذاعة السكندري الأستاذ حافظ عبد الوهاب،
الذي تبنى موهبتي حتى اعتبرته الأب الروحي لي.
ما أهم البرامج
التي قدمتيها؟
- قدمت برامج خفيفة مهمة مثل "جولة الميكروفون" و "على شط البحر".
وما أشهر
البرامج الذي يعد علامة بارزة في مرحلة العمل بإذاعة الإسكندرية؟
البرنامج الذي أفخر به "رحلة مع كتاب" كان يذاع أسبوعياً بالتناوب مع زميلة لي، وبالتعاون مع قصور الثقافة، وقد شكّل هذا البرنامج المساحة الأكبر من وجداني وفكري وثقافتي، وبالطبع كان معي أساتذة جامعة للنقد، وهنا شرُفت بمعرفة الأديب الكبير " يوسف عز الدين عيسى"، والذي صاحبني في أغلب الحلقات، هو أبو المسلسلات الإذاعية، حينما يُذكر اسمه يُذكر معه " العسل المر"، "الرجل الذي باع رأسه"، " لا تلوموا الخريف"، كان معروفاً بالحساسية المفرطة، والالتفات لكل صغيرة وكبيرة حتى ذكرني بوالدي.
من أشهر من
استضفتِ في هذا البرنامج؟
-
العمالقة نجيب
محفوظ، وفكري أباظة كتاب "الضاحك الباكي"، وأيضاً ثروت أباظة، ومن كبار
النقاد كمال الملاخ الذي أفاض في تحليل كتاب" مراكب الشمس".
جدير بالذكر استفادتي الكبيرة من حديثي مع هؤلاء الكبار، حيث اكتسبت ثقافة موازية للقراءة وقد تمرستُ تماماً في هذه المحطة، حتى عزفتُ عن إتمام دراستي الجامعية، لولا تدخل والدي وإصراره على المواصلة، التحقتُ مجددا بالدراسة بعد انقطاع خمس سنوات وتخصصتُ في التاريخ.
ماذا عن هذه
الدراسة؟
أحببتُها جداً خاصة التاريخ الإسلامي وفتوحات العرب ودراسة الشريعة والفقه وقد بهرني ما وجدتُ فيها من كنوز.
وبعد التخرج؟
حاولتُ مناقشة الرسالة حول شخصية سيدنا عثمان، تلك الشخصية اللافتة التي عشقتها، ولكني لم أكمل لأن ذلك اقتضى الإبحار في شخصيات من سبق من الخلفاء الراشدين ولم تكن ظروفي هذا الوقت تسمح بكل هذا التفرغ.
ماذا يحضرك الآن
عن شخصية سيدنا عثمان؟
- زواجه من ابنتين من بنات النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فلقب ب" ذو النورين" يحضرني أيضا ما قرأتُ عن كرمه الشديد ليس في المال فقط وإنما في الخُلُق والمشاعر، كم تمنيتُ لو عشتُ في عصر سيدنا عثمان وسائر الخلفاء الراشدين.