حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
قال الشيخ البشير بن محمد عصام المراكشي، إن الكثيرين يختزلون النسوية في قضية الدفاع عن حقوق المرأة، مشيرا إلى أن هذا المفهوم متجاوَز في الأدبيات العصرية.
وأوضح أن النسوية ليست حركة حقوقية، ولا فكرة فلسفية تجريدية، بل هي “إيديولوجيا
شمولية”، تسعى إلى فرض رؤيتها على المجتمع كله، لتصبح شبكة القراءة الوحيدة الممكنة
في الفكر والثقافة، وتعمل على تكييف الواقع الاجتماعي -ولو بقوة القانون- ليلائم مقتضيات
الوعي الذي تفرضه – وإن كان زائفًا، بحسب "تبيان".
وأكد
"المراكشي" أن النسوية تتمدد في جميع المجالات، من الاقتصاد
والسياسة والفن والثقافة والتعليم والإعلام واللغة؛ وعلى جميع المستويات، من الفرد
والأسرة والمجتمع والدولة والتجمعات الدولية، ثم هي تستعمل أساليب الأنظمة الشمولية،
فتحتكر الخطاب الثقافي والسياسي، وترفض النقد والمعارضة، وتضطهد المخالِف بل تُشيطنه
(فالذي ينتقد الأنثوية هو بالضرورة “ذكوري ماضوي رجعي متخلف معادٍ للمرأة”، ومن ينتقد
زواج المثليين مثلًا عدوّ للحرية؛ كما أن من ينتقد الصهيونية معاد للسامية، ومن كان
ينتقد الشيوعية معاد لحقوق العمال والفقراء ..!).
وأشار إلى أن النسوية أصبحت من
أبرز المذاهب الفكرية المؤسِّسة للحضارة الغربية الحديثة وقد بلغ تأثيرها الفكري إلى
درجة تغيير صورة المجتمع الغربي، وتدمير العلاقات التقليدية داخل الأسرة، وتغيير لغة
الخطاب الإعلامي والسياسي، بل إلى تغيير القوانين والأعراف السياسية الحاكمة في الغرب.
ثم لا تزال تغيّر جلدها مرارًا، من نسوية تطالب بحقوق المرأة، إلى نسوية تطالب بالمساواة
التامة مع الرجل، إلى نسوية جديدة تلغي الرجل وتشَيطنه وتدمر الأسرة وتضع يدها في يد
الأقليات الجنسية، التي يراد لها أن تكون مستقبل الإنسان الحديث.