رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

عصام المراكشي: الإيمان بوجود الله هو الأصل والإلحادُ مرض طارئ

  • أحمد محمد
  • الجمعة 05 أغسطس 2022, 9:47 مساءً
  • 596

قال الدكتور عصام بشير المراكشي، إن الإيمان بوجود الله هو الأصل، والإلحادُ مرض طارئ مخالف للأصل، فمن المشروع إذن البحث في أسبابه، والحق أنه لا يمكن التعامل مع الظواهر الكبرى بنماذج تفسيرية اختزالية، بل لا بد من النماذج المركبة التي تجمع عددًا من المؤثرات والأسباب.

 

وتابع في تصريحات صحفية، أنه لا يخرج الإلحاد عن هذا المعنى، فإنه لا يمكن حصره في سبب منفرد، بل هي ظاهرة أوجدتها منظومة مركبة من الأسباب منها أسباب معرفية: سواء أكانت من قبيل الشبهات الفلسفية، أو كانت من قبيل الشبهات العلمية المرتبطة ببعض نظريات العلم الحديث كالداروينية مثلًا، بحسب "تبيان".

 

ولفت إلى وجود أسباب حضارية: مدارها على التطور الحضاري الغربي الحديث، الذي ارتبط بتاريخ طويل من الصراع مع الكنيسة خصوصًا، ومع الدين عمومًا، فرسخ في الوعي الغربي أن الدين حاجز أمام جميع أشكال التقدم العلمي والتطور السياسي والحقوقي والحضاري، وأن الإلحاد والتخلص من الدين هو الوسيلة المثلى لمواصلة الحضارة الغربية الحديثة رحلتها في مسار تحرير الإنسان وتحقيق رفاهيته.

 

وبين أن هناك هناك أسبابا غير علمية: وتشمل الأزمات النفسية بسبب وقوع الابتلاءات الخاصة، والتي تجعل لدى بعض الناس قابلية للإلحاد، بسبب الجهل بطبيعة العلاقة بين الرب والعبد، وبمعاني الابتلاء والحكمة من وجود الشرور في الكون. وتشمل أيضًا الضغط الإلحادي في التعليم والإعلام والفن والأدب، والذي تمارسه “لوبيات” إلحادية ترفض أن يكون للدين موطئ قدم من جديد في ساحة التأثير المجتمعي.

 

وتابع: لكن دلّ التتبع على أن أغلب الملحدين في بيئتنا عندهم مشكلة نفسية متمثلة في العجز عن الملاءَمة بين ممارسة التدين في مراتبه العالية والتعامل مع مُخرَجات الحضارة المادية الشهوانية المعاصرة. وبسبب عدم فهم مراتب الأعمال وما يتيحه الإسلام من إمكانات للتعامل مع ضعف النفس البشرية، فإن الكثيرين يختارون التضحية بالتدين عبر رفض المنظومة الدينية بأكملها، لتسلم لهم تلبية الشهوات المتاحة بيسر كبير في هذا العصر.

 

واختتم: وإذا علمنا هذه الأسباب المختلفة، فإن من الخطأ -في مجال مقاومة الإلحاد– الاكتفاء بمناقشة الشبهات الإلحادية في ميدان الفلسفة أو العلوم الكونية؛ بل لا بد من التركيز أيضًا على طرائق التأثير النفسي والعلمي المختلفة، خاصة الموعظة الحسنة والدعوة الحكيمة وبث العلم الشرعي، إلى جانب مقاومة الفلسفات المادية التي تهوّن من شأن الحقائق الدينية المتجاوِزة للمادة، وتمهد الطريق في النفوس لمعاني النسبية في الحقائق الكبرى.

 

تعليقات