رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

زكريا صبح يكتب: الخطة العبقرية للنهوض بالكرة المصرية

  • زكريا صبح
  • الخميس 21 يوليو 2022, 9:19 مساءً
  • 816
الكرة ـ تعبيرية

الكرة ـ تعبيرية

أعجب كل العجب للمنظومة الرياضية في مصر وبلاد العرب، في مصر -على سبيل المثال- أصبح الطريق معروفًا للجميع؛ إذا أردت النجاح القوي عليك بالخبير الأجنبي!

تعالَ إلى منظومة كرة القدم في المحروسة من كل عين حسودة، كل نادٍ يحلم بالبطولة يسعى جاهدًا لاستقدام مدرب أجنبي؛ كأن الكرة عِلم يستعصي على المصريين فهمه وإتقانه، كأن الكرة نظرية علمية سيقف فيها المصري عاجزًا عن فك شفراتها، كأن خطط اللعب ضرب من ضروب الإعجاز، وخلطة سحرية مثل خلطة كنتاكي ليست في متناول الدول النامية، يسعى الفريق إذن لاستقدام المدرب الأجنبي؛ كي يستطيع حصد البطولات، وحبذا لو كان المدرب يتقاضى أجره بالدولار أو اليورو الذي لا يجدهما رجال الأعمال لاستيراد ما يلزم إنتاجهم، وكلما كان أجر المدرب عاليًا ومُبالَغًا فيه كان النادي أقرب لحصد البطولات، فإذا أخفق الفريق فالشعار جاهز ومتاح «الرياضة مكسب وخسارة».

لم نكتفِ في مصر بذلك، فأصبح المدرب يشترط أن يكون مساعدوه من بني جلدته؛ حتى تتم نعمة التوافق بينهم، ثم تطور الأمر لاستقدام محللي أداء؛ لكي يُقدِّم تقريره للمدرب، يظل النادي يبذل الغالي والرخيص لاستكمال منظومته الأجنبية؛ لكي يحصل على البطولات، هنا ينتبه القائمون على بعض الأندية لتدني مستوى التحكيم المصري، فيصرخون: «لا بد من استقدام حكام أجانب؛ من أجل توافُر النزاهة والحياد». فيشترط الحكام اصطحاب مساعدين من بني وطنهم، حتى حكام (الفار)، يفعلون ذلك لسد كل ثغرة من شأنها أن تفسد جو المباراة، والخروج بها إلى بر الأمان. 

لكن حال الكرة لم يزَل متراجعًا؛ لذا فكر اتحاد الكرة في التعاون مع خبير أجنبي من أجل وضع الخطة الحربية، أقصد الرياضية؛ للنهوض بالكرة المصرية، وسريعًا جاء الخبير. 

لم يتوقف الأمر عند ذلك، فتفتق ذهن البعض عن ضرورة أن يكون هناك خبير تحكيم أجنبي للنهوض بمنظومة الحكام، يعقد لهم المحاضرات ويؤهلهم جسديًّا وحركيًّا وعقليًّا وحياديًّا، وأنا لا أشك أن هذا الخبير لن يتورع عن استقدام أهله من بلاد الغرب؛ لكي يعملوا حكامًا في المنظومة الرياضية. 

بعد أن أُسقِط في يد النادي الذي يسعى لأن يكون كبيرًا، فكر في الاستعانة بعدد غير محدود من اللاعبين الأجانب، حتى أصبح اللاعبون في أرض الملعب جلهم من الأجانب، ولا ننسَ أن المدرب أجنبيًّا والحكام أجانب، وخبراء التطوير أجانب. 

في المرحلة الأخيرة لما شاهدت التصرفات المشينة للجماهير؛ لم يتبقَّ لي إلا أن ألح مستعطفًا القائمين على المنظومة الرياضية في مصر أن يستجلبوا جمهورًا من بلاد الغرب؛ لعلنا نستطيع النهوض بالمنظومة الرياضية للكرة المصرية!


تعليقات