ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
صورة شخصية لكاتب المقال
مذ أعلن القائمون على حفلة الفنان عمرو دياب عن حفلته الأخيرة، وشروط حضورها وأسعار طاولتها، وأنا أسأل نفسي أسئلة من وحي خيال مريض..
السؤال الأول:
هل الفن رسالة فنية أو حسابات بنكية؟
هذا السؤال يلح على عقلي الملتاث كلما تذكرت أسعار تذاكر الحفل، والتي تبدأ في حدها الأدنى بـ ١٥٠٠ ج للفرد، وتصل إلى ١٠٠٠٠ ج للفرد.
هذا السؤال أطرحه الآن؛ لأن الملايين من محبيك لن يتمكنوا من حضور هذا الاحتفال باهظ التكاليف، لكن تعقيبًا متسائلًا لحق بالسؤال قائلًا: هل أراد الفنان أن يقصر جمهوره على فئة المقتدرين فقط؟
أما السؤال الثاني:
ألست ترى معي، وأنت فنان كبير، أن الفن يعني محاربة العنصرية والطائفية والطبقية، وينظر للناس كلهم بعين المساواة؟
إذا قلت نعم، وأظنك ستقولها، فكيف جعلت من قاعة الحفلة بؤرة للطبقية المقيتة؟ هل يرضيك أن يجلس بعض الجمهور إلى طاولة فئتها عشرون ألف جنيه، بينما يجلس أخرون إلى طاولة فئتها مئة ألف جنيه؟ هل يرضيك كَمُّ العقد النفسية التي ستترك آثارها في نفوس بعض محبيك عندما يجلسون يأكلهم الغيظ؛ لأنهم لم يستطيعوا -نظرًا للظروف المادية الضاغطة- أن يوفروا ثمن طاولة لا ينالها إلا عِلية القوم؟
لقد أشفقت بدلًا منك على هؤلاء، وكل مخافتي الأثر النفسي السيئ الذي سيظل يلاحقهم فترة طويلة لإحساسهم بالعجز وقلة الحيلة.
السؤال الثالث:
لماذا الإصرار على جمع الناس في الحفل بزي موحد؛ كأنهم في مدرسة أو مؤسسة تفرض على موظفيها الحضور بالزي الرسمي؟
هب أن أحد محبيك لا يحب اللون الأبيض، الذي فرضته عليهم، ويحب اللون السماوي أو الأسود، هل يحرمه هذا الحب من حب أكبر، وهو حضور حفلتكم؟
والسؤال الرابع:
لماذا في الساحل الشمالي؟ لماذا تحرم محبيك من ساكني النجوع والكفور والمناطق الشعبية، الذين صنعوا منك أسطورة فنية، من حضور الحفل الذي يبعد عنهم مسافات طويلة وساعات أطول؟
مَن الذي يصنع الطبقية؟ مَن الذي يجمع الناس في صعيد واحد بهيئة واحدة؛ كأنهم قطيع يمتثل لأمر راعي القطيع؟!