رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

محمد سعد الأزهري يكتب: أساسيات فهم النصوص الشرعية

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 14 يوليو 2022, 02:10 صباحا
  • 470

المشكلة الحالية معقدة بعض الشيء، حيث أن أساسيات فهم النصوص الشرعية بعيدة عن أذهان الكثير من الناس ليس بسبب إرادتهم لذلك وإنما للتجهيل المتعمّد الذي تعرضوا له.

حيث حوصروا بمناهج تعليمية فارغة من أي محتوى عميق يخص الدين، وبرامج إعلامية تبحث عن التريند وكثرة المتابعين على جثة مكارم الأخلاق من ناحية وعدم الحديث عن أي جانب عقدي يخص الإسلام من ناحية أخرى.

أما الأفلام والمسلسلات والروايات والمسرحيات وغيرها فالمضمون الرئيسي يتجه نحو التسطيح للمعتقدات الدينية، بل ومهاجمة بعض الثوابت القيمية المستقرة لدى الشعوب، بطرق خبيثة ماكرة حتى يظل التجهيل عاملاً أساسياً وبالتالي يستقبل المستمع كافة الانحرافات العقدية وغيرها بصدر رحب، أو على الأقل يتشكك فيما لديه من سابق المعلومات الصحيحة.

وبناء عليه فهناك بعض الناس يجد صعوبة في التعامل مع النصوص الشرعية حينما تصطدم بهذا الموروث الإعلامي أو التعليمي أو حتى الموروث الديني والذي يتم تطويره الآن ليُستخدم كأداة لتمرير كل ما يكسر منطلقاتنا الصلبة وذلك باستعمال مُفرِط لكل أنواع التيسير لإباحة كثير من المحرمات بدعاوي كثيرة أغلبها ساذج وعلى رأسها أنها من أقوال المتطرفين!

أو أن نبينا عليه الصلاة والسلام ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ولا يكمل بقية الحديث وهو "ما لم يكن إثماً" فيُخيّل للناس أن أي مسألة فيها قولين أحدهما بالمنع والآخر بالإباحة فيجب علينا اختيار الإباحة لأن هذا هو فعل نبينا عليه الصلاة والسلام!

أو أن هناك مسألة فيها قول ضعيف جداً بالإباحة وجماهير أهل العلم على المنع فيقوم أهل هذا المنهج باختيار القول الضعيف جداً عملاً بالكلام المبتور من هذا الحديث!

بل وصل الأمر إلى أن يستفتي بعض الناس شيخاً معمماً فيسأله المستفتي عن وجود عمل محرم في مصانع إنتاج التبغ، وهناك مشقة كبيرة في البحث عن عمل آخر الآن، فيقوم هذا الشيخ المعمم باختيار الإباحة ويقول له يجوز لك أن تعمل في هذا المصنع لأننا نختار لك الأيسر في حياتك " من باب أن المشقة تجلب التيسير!" بغض النظر عن حرمة التعاون على الإثم والعدوان والسرطان وتضييع المال!!

 حتى لم يعد كثير من الشباب يدرك معاني قيمة الإسلام، وهل هناك نسبية في الحق أم لا؟ وأنه لا يوجد ما يُسمى بالحق المطلق!

 وبناء على إلغاء الحق المطلق عند هؤلاء،  يمكن أن نقول أن الإسلام حق وغيره من الأديان أو الأفكار حق أيضاً؟!

مع أن ألف باء منطق إذا جعلنا ذلك منهجاً فمعناه أن الإسلام ليس هو الحق المطلق، يعني فيه بعض الحق، وغيره من الأديان والأفكار الأرضية فيها بعض الحق!، وبالتالي فإن الحق الذي في هذه الأديان وتلك الأفكار سيُعارض نظيره في الإسلام، وبهذا نصف الإسلام أن فيه بعض الباطل لأنه ليس حقاً كله، لأنه لا يوجد دين فيه الحق المطلق، بل الحق كله نسبي!!

فالعلماني يقول هناك حقوق للإنسان تبيح له شرب الخمر طالما كان فوق الثمانية عشر عاماً، والإسلام يحرّم الخمر على الجميع وأنه لا حرية للإنسان في أن نبيح له قانوناً عاماً ليتمكن من شرب الخمر، ليس هذا وفقط بل هناك حكماً شرعياً بجلد شارب الخمر!

وفي العلمانية أي عقوبة بدنية بسبب حرية الإنسان في تصرفاته هو نوع من الردة الحضارية وعنوناً لتدني الإنسانية، وعودة لعصور التخلف والانحطاط، بل وهو منبع بث الكراهية داخل المجتمعات وتعذيب النفوس والأبدان، وهو في هذا كله يطعن في حكم قطعي من أحكام الإسلام، وعندما يتم تجهيل الناس بعدم ذكر هذا الحكم ولا تطبيقه في واقع الحياة، بل ويري عامة النشء أن الخمور موجودة داخل بعض الأماكن "ولو قليلة" بشكل أو بآخر فإن الذي يحدث حينها هو مزامنة تغريب الأفكار مع تجهيل الأحكام الشرعية بل ووجود واقع مضاد لها، ونتيجة ذلك أنك بعد عدة سنوات من بداية هذا التغريب والتجهيل ستجد أن هناك من يدافع عن حريته أو حرية غيره في شرب الخمر وستجد من بعض المعممين من سيبيح ذلك قياساً على قولٍ ما في مذهب من المذاهب يبيح شرب شيءٍ يُسكِر ولا يُسمى خمراً!!

تعليقات