أفلا تبصرون| رحلة الفراشات الملكية.. مغامرة مذهلة عبر الزمان والمكان!
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
لم تكن زيارتي اليوم
على النحو الذي تمنيته، لم ترق لي سوى من بعض الومضات، ابتسامته الصافية، ثوبه الأسود
الأنيق، وفرحة غامرة باللقاء.
كنت أنتظر أن أنهل
اليوم من أجواء دافئة، وإنسانيات تبعث الحياة في جمود اللحظات ولكني لم أفلح.
البوابة أسفل البناية مغلقة بشدة، ولا يوجد حارس دائم التواجد لاستقبال الزوار، رغم فخامة المبنى والموقع، انتظرت ربع ساعة تقريباً أدق الجرس وأنادي دون جدوى، ثم اتصلت به هاتفياً ليرسل لي من يفتح ويستقبلني، لم أجد في الأروقة سوى أبواب مغلقة، لا تجمعات أفراد في صالون واحد، ولا طاولة يلتف حولها البعض، خلا المكان تماماً حتى شعرتُ ببرودةِ الجدران وشيء من الخوف، فلما صعدت ودخلت غرفته اعتدل في جِلسته وأحسن استقبالي وعلت وجهه ابتسامة أخفت وراءها كثيراً من الأسى فسّره لي مباشرة: هي يا ابنتي ليست داراً للمسنين بل لتجارة أحوال المسنين والإساءة للمسنين، قالها بكل أسف ولم يحدثني عن ظروفٍ أتت به إلى هنا، أنا أعرفها جيداً من قبل، ولكني آثرت ألا أتطرق لها، كما كنت أتمنى أن يكون حديثه عن الدار مبشراً بصحوة ضمير لمجتمع طغت عليه الماديات حد القسوة وربما الظلم، حدثني عن مقتطفات من مشوارِه الأدبي وبعض ما كتب، وأرسل معي تهنئة بالعيد لكل الأصدقاء، ونصيحة للأدباء أن يدققوا في اختيار ما يكتبون، وأضاف كلمة امتنان لا أستحقُها، فزيارتي تأخرت كثيراً منذ عرفت مكانه، لم يطل اللقاء كما كنت أتمنى نظراً لضيق الوقت في أيام العيد، انصرفت واعدة بتكرار الزيارة، وبداخلي أمل كبير أن لا يكون هذا شأن كل هذه الدور وألا تكون أرقى وأدق معاني الإنسانية أصبحت هي الأخرى تجارة رائجة، استأذنته النشر، قبل واستحسن الفكرة وحمّلني لكم منه السلام.