رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

سمير السيد يكتب: مشروع سعد الدين الهلالي!

  • جداريات Jedariiat
  • السبت 02 يوليو 2022, 9:24 مساءً
  • 699
سعد الدين الهلالي

سعد الدين الهلالي

مشروع سعد الدين الهلالي، هو تدمير المذاهب الأربعة، وتحويل كل مسلم إلى "مذهب" قائم بذاته، متسللا من باب "استفت قلبك".

وخطورة هذا المنحى، هو أنه يمهد ببطء، لنسف أي نسق منهجي، سابق أو لاحق، للتعامل مع أمور الشريعة، عبر ضرب المذاهب الرئيسية مع الهامشية مع الآراء الشاذة، في الخلاط، ثم اختيار الحكم الذي يوافق هوى كل فرد في كل مسألة على حدة.

 

وإذا أخذنا خطا مستقيما، بين مشروع الهلالي التفتيتي للفقه، وبين محاولات مدعى التنوير، للتشكيك في كتب الحديث، ووصم التراث، والتطاول على الصحابة وعلماء الأمة، لأدركنا، أننا أمام مشروع واحد للهدم، وليس الإصلاح أو التجديد، وذلك عبر استراتيجيات وأدوات ورؤوس مختلفة، بعضها ينطلق من أرضية العلوم الشرعية كالهلالي، وأخرى ترتكز إلى فكرة "لا علمية الدين"، أي أن الدين ليس علما، ولكنه مجرد تعاليم، في خلط فادح بين الشريعة المحمدية كنظام اجتماعي وأخلاقي وقانوني ورؤية مفارقة للوجود والوعي بالذات، وبين الوصايا الأخلاقية والمدونات القانونية، في عصور سابقة.

 

وقد نجح هذا المشروع، بالفعل، في استثمار التطرف الديني، والجهل، في اتجاه تسليع فكرة التنوير، وتوسيع دائرة "الزبونية الدينية"، وتكبير ونفخ حالة التجرؤ على النص الإلهي والنبوي، والتطاول على رموز الأمة الإسلامية.

 

الخطورة الأكبر لهذا المشروع، الذي يبدو براقا لقطاع من أصحاب النزعة العقلانية، أنه يستهدف اغتيال سلسلة ورثة العلم النبوي، وتحويل النص المقدس، إلى نص بشري، وجعله مفتوحا للذوق والإدراك الشخصي، دون أية ضوابط، في عملية فصل خطيرة على مستويين، الأول: فصل النص عن المشرع، والثاني فصل التلاميذ من الصحابة ومن أخذ عنهم، عن المعلم الأعظم سيدنا محمد .

 

لقد بدأ مشروع الهدم، باغتيال الرموز التاريخية للإسلام، من علماء الحديث، والفقه، وكبار الصحابة، مرورا بالتشكيك اللامحدود في الأحاديث، وضرب جهود عشرات الألوف من العلماء الذين أسسوا وطوروا منهجية علم الحديث، وصولا إلى التشكيك فيما استقر في وعى ويقين الأمة المحمدية على مدى ما يزيد عن ألف و400 عاما، بشأن وقائع وأحكام وفروض شرعية.

ومن العجب، أن مدعي التنوير، من أصحاب فكرة لا علمية الدين، وجعل نصوصه مستباحة للاجتهاد المطلق دون الحاجة لعلم أو تخصص أو التقيد بشبكة إحداثياته ومراتب التمييز فيه، ينكرون على الحركات المتطرفة تأويلها المنحرف للنصوص، بل ويهاجمون الأزهر تحت زعم تقصيره في مواجهة هذه الحركات التي لا تنتمي لأي مدرسة علمية أو أخلاقية في الإسلام.

 

والحقيقة أن تيار استباحة النصوص، ولا علمية الدين، وضرب المذاهب في الخلاط، لا يختلفون عن المتسلفين والداعشيين، الذين يرفضون التمذهب الفقهي، من الأساس، في متلازمة واضحة بين الجهل ورفض التقيد بأي منهجية علمية.

 

لا شك أن كلا الفريقان، يسترزقون من الدين، وكلاهما يروج للتطرف وصناعته، بجعل النص الديني، لعبة في يد كل جاهل يخوض فيه بهواه ويفعل به ما يشاء، لا فرق هنا بين لي عنق النص، لتفصيل حكم "الحجاب"، أو إخراج حكم "التكفير والقتل"، وكله تحت مسمى حرية الاجتهاد وحرية تأويل النصوص، وانتهاك حرمة علوم الدين.

 

مشروع مدعي التنوير، ومشروع داعش، خرجا من بوتقة واحدة، وإن اختلفت الشعارات والأدوات ومفردات الخطاب، فكل منهما يمنح الآخر الحياة ويتغذى عليه، لكن الوجهة واحدة، وهي تفجير هذا الدين، وضرب المرتكز الروحي للأمة.

نقلا عن صفحة الكاتب عبر فيسبوك 

سمير السيد ـ نائب رئيس تحرير الأهرام


تعليقات