هيثم طلعت: التنويريون والنسويات جعلوا المرأة مرحاضا مجانيًا لشهوة الرجل!
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
قال أبو الدرداء رضي الله عنه لأن أتعلم مسألة أحب إلي من قيام ليلة، وقال الشافعي رضي الله عنه طلب العلم أفضل من النافلة، وسئل الإمام أحمد: "أيُّما أحبُّ إليك أن أصلّي بالليل تطوُّعاً أو أجلس أنسخ العلم؟ قال: إذا كنت تنسخ ما تعلم من أمر دينك فهو أحبُّ إليّ". وقال أيضا: "العلم لا يعدله شيء".
بمثل هذه النصوص
وأشباهها يحفّز أهل العلم طلبته بالانشغال بطلب العلم وتقديمه على غيره من النوافل
، وهذا بلا شك فقه عامر ورأي صائب ، ولكن التنفيذ العملي من أغلب طلبة هذا الزمان كان
على خلاف ذلك مما جعل كثير من طلبة العلم يتراجع تربوياً وسلوكياً لأنه اختار طريقاً
ثالثاً مستدلاً عليه بما لا يناسبه !
فإن أكثر الطلبة
- في الحقيقة - لا يجتهدون في طلب العلم وكذلك يتركون القيام لأن طلب العلم أحب إليهم
من قيام الليل
!
ثم يقصِّرون كذلك
في قراءة القرآن والاستغفار والتسبيح مرددين أن طلب العلم أفضل من النافلة ، فتكون
النتيجة بعد مرور سنوات قليلة أن يصبح هذا الطالب صاحب تقصير شديد في الطاعات مما يجعل
الآفات تتسرب إلي قلبه بكل يُسر ، بل وتتحجّر القلوب لأنها تفتقد لأهم أسباب ترقيقها !
بل ويصل الأمر إلى
أبعد من ذلك ، حيث تقلّ عموم الطاعات ويقسو القلب ، ويتحول طلب العلم إلى متاهة عظيمة
للقلب
!
ورغم أن هؤلاء الطلبة
يذكرون كثيراً في كتبهم أو دروسهم أن خير الهدي هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، إلا
أنهم في الاستغفار والتسبيح وطول القيام لا يهتدون بهذا الهدى المحمدي ، بل ويبتعدون
كثيراً عن سلوك أهل الإيمان ، ثم تتحوّل حياتهم إلي مناظرات وحوارات مقطوعة الصلة بين
القلب والرب ، ثم تكون المحصِّلة : لا علم كما ينبغي مع تقصير شديد في كثير من الطاعات !
بل إن بعضهم قد يتحوّل
مع الوقت إلي أحد العُصاة المستترين المستمرين !
بسبب عدم اعتناءه
بقلبه ولسانه وعموم طاعته ، كل ذلك بدعوى أن طلب العلم أحب إليه من قيام ليلة !
الخلاصة : التعوّد على ترك المستحبات والنوافل مع الانشغال بطلب العلم والذي فيه من آفات الرئاسة والعلو والبغي والحسد وغيره ، يترتَّب عليه لسان عليم وقلب ضعيف !
مما يجعل الإنسان أسيراً لآفاته ، ضعيفاً في مقاومة نزعاته ورغباته ، لأنه لم يسقى مادة العلم بإكسير العبادة المقرونة بذل الطاعة وانكسار القلب والحاجة إلي توفيق الرب الحكيم.
وأسأل الله أن يُبصِّرنا
بالحق وينجِّينا من الشرور والمهالك.