أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
قال بحث لحساب "عظماء مسلمون" إن الملاحدة يؤمنون أن أكثر الصراعات في العالم نتجت عن وجود الأديان، وأن السبيل الوحيد للخروج من كل تلك الصراعات هو التخلي عن الأفكار المعتقدات.
وبغض النظر عن صحة
هذا القول وعن الأسباب الأخرى للحروب والجرائم، فإن الملحد "ريتشارد دوكينز"
نفسه لما سئل في برنامج تلفزي عن الفظائع التي ارتكبها ”ستالين” وغيره من الملاحدة،
لم يجد تبريرا غير الجواب بطريقة ساخرة : "ستالين ارتكب كل تلك الجرائم لأن له
شارِبا"
!!
وظهر الإلحاد لمواجهة الدين وسوَّق له دعاة
الإلحاد على أنه الحل الذي يعطي للعقل البشري مكانته وينقذ الإنسانية من خرافات الدين
والمآسي التي تترتب عنها، ولطالما روّج الملحدون أن الدين هو سبب أكبر المشاكل والمآسي
التي تتخبط فيها البشرية، لكن بمقارنة تاريخية بسيطة نجد أن المآسي
والويلات التي كان الإلحاد سببا لها -مع العمر القصير للإلحاد المعاصر- تتجاوز بكثير
كل ما سببته الأديان على طول تاريخ البشرية.
ويرى غالب المؤرخين أن العصر الحديث يبتدئ
من اندلاع "الثورة الفرنسية" والتي شكلت وجها من أوجه وصول الإلحاد إلى الحكم
وبدء القضاء على الدين الكنسي فقد استهل قادة الأنوار حكمهم بما عرف بعصر ”الإرهاب”
الذي استباحوا فيه كل شيء في سبيل ترسيخ "العلمانية" والقضاء على الدين.
وفي القرن العشرين بلغ الإلحاد أوج قوته
مع تعاظم "الدول الشيوعية" في العالم، وحملت الشيوعية الإلحاد إلى سُدة الحكم
في كثير من الدول، وانطلق "الفكر الماركسي" يبشر العمال والفلاحين بجنة
”اليوتوبيا” على الأرض بعيدا عن الأديان، لكن الحكم انتهى بهذه الدول إلى نوع من الحكم
الثيوقراطي الذي يقدس الزعيم.
وقد ملأت جرائم الشيوعية العالم، وكثرت إحصائيات
ضحايا هذا الدين الجديد، والمثير هو التفاوت الصارخ في أعداد القتلى بين المراجع، لكن
المشترك بين إحصائيات جرائم الإبادات الشيوعية هو أن تعدادها كان بالملايين.
و فيما يلي ضحايا الزعماء الملحدين في الدول المختلفة ، الصين : 65 مليون، في الاتحاد
السوفييتي 20 مليون، فيتنام 1 مليون قتيل، كوريا
الشمالية 2 مليون قتيل، كمبوديا 2 مليون قتيل، أوروبا
الشرقية 1 مليون قتيل، أمريكا اللاتينية 150 ألف قتيل، إفريقيا
1.7 مليون قتيل، أفغانستان 1.5 مليون قتيل.
وقد كانت كل هذه الأعداد الهائلة من القتلى
في سبيل القضاء على الأديان وترسيخ سيادة الإنسان على الأرض، والمفجع أن أكثر هذه الجرائم
لم تكن في حروب متكافئة بين دول متنازعة، بل ارتكب أغلبها في حق الشعوب المستضعفة والأقليات
العرقية والدينية.
"جوزيف ستالين"، "ماو تسي تونغ"،
"بول بوت"، "كيم إيل سونغ" وغيرهم، كان هؤلاء الطغاة من الملحدين
الذين نكَّلوا بشعوبهم من أجل استئصال كل المعتقدات الدينية .
وزد على هذا كثيرا
من الإبادات التي ارتكبت في أروبا على يد النازيين وغيرهم ممن تبنوا عقيدة الإلحاد،
هذا ورغم ما يعتذر به الملاحدة عن براءة الإلحاد من جرائم النازية فإن المؤكد أن الدين
كان بعيدا عن هذه الجرائم، وأن مرجعها إلى الفلسفات المادية الوضعية.
في مجتمع ملحد حيث الإنسان هو من يصنع الأخلاق ويحدد القيم كان لا بد
أن تنحدر البشرية إلى دركات من الوحشية التي لم يُسبق إليها، فظهرت
مآسي تبررها أخلاق الإلحاد، فالإنسان ليس إلا كتلة من اللحم لا فرق بينه وبين سائر
الحيوانات إلا من حيث درجته في سلم التطور، فالسبب الذي يجعلك تذبح بقرة هو نفسه الذي
قد يجعلك تأكل إنسانا.
لكن الأبشع هو أن
يكون أكل لحوم البشر طقسا إنتقاميا إلحاديا ثوريا، ففي الصين تذكر الوثائق الرسمية
تعرض المعتقلين للتعذيب وأكل لحومهم من قبل السجانين، و كذلك في الاتحاد السوفياتي
و بعض الدول المنتشر فيها الإلحاد، ثم يأتي ملحد و يعلل تركه للدين، بقوله
أن الأديان سبب كل الجرائم على الأرض.
مصادر البحث:
الكتاب الأسود للشيوعية
الجرائم والإرهاب والقمع.
هولوكوست الأنوار.
(1) من مقال للكاتب الأمريكي-الهندي دينيش دسوزا
الكاتب الأمريكي
”دينيش دسوزا”
(Dinesh D’Souza) العلاقة
الفلسفية بين الإلحاد والجرائم التي يرتكبها معتنقوه