حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
قال الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان، اليوم الثلاثاء ، إن الإلحاد خطر من أعظم الأخطار التي تهدد هذا العالم الذي نعيشه، تهدد العالم لأن هذه الأخطار تهدد قضية مهمة في حياة الإنسان وهي قضية الإيمان والصلة بالله سبحانه وتعالى، فقضية الإلحاد يجب على كل إنسان أن يكون في مواجهتها بسبب ما يحيط به من أخطار.
وأضاف خلال حديثه في ندوة الإلحاد وحقيقة التوحيد "المنهج والرؤية والتفسير
العلمي" التي أقيمت اليوم بجامعة السُّلطان قابوس ونظمتها مؤسسة الإمام جابر بن
زيد الوقفية ودار الكلمة الطيبة بمشاركة مُتحدثين من داخل سلطنة عُمان وخارجها وتستمر
يومين، إن خطر الإلحاد يشكل أمرًا جللًا بالنسبة إلى حياة الناس اليوم، وهو في كل عصر
من العصور خطر عظيم لأنه يهدد صلة الإنسان بربه سبحانه وتعالى، وإذا كان هذا الخطر
في العصور السابقة يواجه الفطرة الإيمانية ويواجه الأدلة المنبثة، أدلة وجود الله سبحانه
وتعالى في هذا الكون فإنه في هذا العصر، عصر العلم، أيضًا هو تحدٍ للعلم، فكما أنه
تحدٍ للفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها هو كذلك تحدٍّ للعلم، وهو مع
ذلك كله تحدٍّ لرسالات الله سبحانه وتعالى، فالله تعالى أرسل رسله جميعًا ليبشروا العباد
وينذرونهم ويعرفونهم بالله سبحانه وتعالى.
وتابع قائلًا: "إن رسالات الله سبحانه وتعالى كلها جاءت مؤكدة للفطرة التي
فطر الناس عليها، ولا ريب أن الأدلة على وجود الله سبحانه وتعالى هي في نفس كل إنسان
أيا ما كان، كل إنسان يدرك بفطرته ضرورة وجود الله سبحانه وتعالى".
وذكر أنّه كيف يخفى الله سبحانه وتعالى وفي الإنسان نفسه، من الآيات العظمى،
ما يُجلي له الحقيقة أعظم تجلية، ويبين له أبعادها أعظم بيان، فالله سبحانه وتعالى
فطر الإنسان وجعل هذه الفطرة هادية إلى الله سبحانه وتعالى، فبالضرورة يدرك الإنسان
معرفة الله سبحانه وتعالى.
ولفت إلى أنّه ما من علم من العلوم إلا وهو يدل على الله سبحانه وتعالى، فكيف
مع هذا يجحد الإنسان وجود الله سبحانه وتعالى مع انبثاث هذه الآيات في هذا الكون بأسره،
وإنما الملحد هو مكابر لفطرته ومكابر لعقله، ومكابر لحسه، لأنه من الفطرة ومن العقل
ومن الحس يدرك ضرورة وجود الله تعالى.
وأشار إلى أنّ التدين كان أمرًا فطريًا فهو سبب لوصول الإنسان إلى السعادة والنظام
في هذه الدنيا قبل الحياة الآخرة، إذ لا تهدأ أمور الناس ولا تستقر، إلا بالصلة لله
سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى يبين أن الدين الحق إنما هو استجابة من الإنسان
للفطرة التي فطره الله تعالى عليها.
وأضاف: "إذا كان الإنسان في كل عصر من العصور قامت عليه الحجج العظيمة
التي لا يدرك لها حدّ ولا يدرك لها عدّ قامت عليه الحجج بوجود الله سبحانه وتعالى فكيف
بهذا العصر، عصر العلم الذي يجلي فيه العلم آيات الله سبحانه وتعالى في الأنفس وفي
الآفاق تحقيقا لوعد الله تعالى في كتابه: “سأريكم آياتي فلا تستعجلون.”.
وأكّد أنّه يجب على الناس جميعًا أن يقفوا وقفة واحدة لمواجهة هذا الخطر اللاهب
هذا الخطر الذي يهدد حياة الإنسان، لأن حياة الإنسان لا قيمة لها بدون إيمان بل الملحدون
هم أكثر انتهاكا لحقوق الإنسان وأكثر مسارعة إلى القضاء على حياة الإنسان، لا يعدون
الإنسان شيئًا، بل يعدون الإنسان أقل من ذرة من ذرات هذا الكون فعلى جميع الناس أن
يقفوا في وجه هذا الخطر، وأن يتصدوا عنه وعلى العلماء جميعا أن يقوموا بواجبهم تجاه
هذا الأمر كل في مجال تخصُّصه.
كما أكّد أنّه يجب على المؤسسات العلمية أن تعتني عناية بالغة بالتربية وتنشئة
الناس على هذا الإيمان الذي يصلهم بالله سبحانه وتعالى فمنذ الطفولة الأولى يجب على
الجميع أن يتعاون على تنشئة الطفل على الصلة بالله والإيمان بالله، وعلى قوة يقينه
بالله سبحانه وتعالى وعلى حبه لله وعلى مخافته من الله وعلى توكله على الله وعلى حب
الإنابة إلى الله سبحانه، والتقرب إليه فإن هذه ضرورة من ضرورات الحياة لا بد منها.