باحث إسلامي: «تصحيح النية وتطهير القلب لا غنى عنهما قبل محاورة الملحد»

  • أحمد حماد
  • الأحد 22 مايو 2022, 04:50 صباحا
  • 619

قدم الكاتب والباحث المغربي نور الدين قوطيط، عددًا من النصائح الهامة، لمن يريد أن يدخل في مناظرة مع ملحد، نشرها في بحث عبر شبكة الألوكة.

وقال إن على من يريد أن يناظر ملحدًا أن يتذكر أن غايته من الحوار والمناظرة هي هداية الملحد وتبيين ضلاله بأدلة العقل الصريح والعلم الصحيح، "أي أن تكشف له عن تجليات الحقائق في الدين، في الحياة، في الكون، في المصير بعد الموت".

وبين أن هذه الغاية النبيلة تُحتم "عليك توخي الحذر من الشرك الخفي، أعني: الغرور، العجب، الرياء، السمعة، وغير هذا من الموبقات الباطنة التي تدمر علاقة الإنسان بالله تعالى، كما تحتم عليك الإخلاص لله تعالى في هذه الغاية النبيلة والهدف العظيم، ذلك لأنّ الإخلاص لله تعالى يمنحك قوة من الله تعالى وبصيرة واضحة، فقد قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر:11]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه). رواه مسلم، وفي رواية ابن ماجه: ( فأنا منه بريء وهو للذي أشرك ).

 

وشدد على أنه لهذا السبب ما زال العلماء يحذرون من المناظرات إلا للضرورة القصوى ولمن هو أهل لها، وذلك لأنّها مزلة الأقدام في مهاوي البعد عن الله، بسبب صعوبة الإخلاص وتطهير النفس من أهوائها في مثل هذه المواقف.

 

وشدد على أنّ حب الظهور بأنّك واسع الاطلاع، قوي الحجة، مُفحم البرهان، هوى متغلغل في أعماق النفس، ولا يستطيع التخلص منه إلا الواحد بعد الواحد، وليت شعري ما قيمة مجهوداتك إذا ذهبت سدى ولم يكن له قيمة عند الله تعالى؟!

 

واختتم الباحث المغربي نصيحته، مؤكدًا: تذكر أنّك عندما تسمح للأنا بالتضخم فيك وللشهوات الخفية بالسيطرة عليك، فذلك يعني أنّك ترضى أن يكلك الله تعالى إلى نفسك، ويعني أنّك ترضى أن تكون للشيطان وليًّا، وقبل أي مناظرة وحوار صحح نيّتك لله تعالى وطهر قلبك من كل الأخلاق المرذولة، فعدم الإخلاص لا يثمر ثمرة حتّى لو بذل صاحبه من الجهد ما عساه أن يبذل.

 

تعليقات