باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
عنوان المقال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه
أجمعين، أمّا بعد:
فإنَّ من واجب العصر حراسة الثوابت، وإعادة تقرير المحكمات الدينية، بطرق ومسالك
جديدة تجمع بين حجَّة النقل، وحجَّة العقل، وشهادة الواقع، فما نشاهده في واقعنا من
هجماتٍ على السنَّة النبوية بُغْيَة إسقاطها، يحتاج منَّا إلى تقرير حجِّية السنَّة
النبوية، وبيان ضرورتها، بخطاب موجَّهٍ لعقل الإنسان ووجدانه، ليزداد المؤمنون إيمانًا
بعظمتها، ولا يرتاب بعض الذين في قلوبهم شكٌّ في مكانتها من التشريع، وذلك ببيَان اللَّوازم
الباطلة لتَبَنِّي مذهب إنكار حجيَّة السنة النبوية، وكونه مذهبًا غير قابلٍ للتطبيق،
وهذا المسلك في الاستدلال ليس زُهدًا في أدلَّة القرآن والسنَّة، ولكنَّه أسلوبٌ عقليٌّ
إلزاميٌّ قد يُحتاج إليه في بعض المواضع مع بعض الفئات، وقد استعمله القرآن الكريم
في إثبات وحدانية الله، وبطلان احتمال وجود شريكٍ له، لما فيه من لوازم متناقضة، وفساد
نظامِ الكون، وذلك في قوله تعالى:لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ
فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ[الأنبياء: 22].
بناءً على هذا، أحاول في هذا البحث الكشف لذوي الحِجَى، وأصحاب العقول النيِّرة،
أنَّ إنكار حجيَّة السنة النبوية، والاقتصار على القرآن الكريم فقطْ، خطأٌ منهجيٌّ
فادح، ومكابرةٌ علميةٌ واضحة، لا تسلَمْ من متناقضات تأباها العقول السليمة؛ فإهدار
حجية السنَّة النبوية في التشريع، ما هو إلا رَدَّةُ فعلٍ قَلِقَةٌ، وقرارٌ مستعجل
للفِرَار من مفسدة مُتَوَهَّمة، للوقوع في مفسدةٍ محقَّقَةٍ هي أعظم بكثير مِمَّا يخشاه
أصحاب هذا الرأي، ألا وهي: مفسدة الفوضى الدينية، والدخول في التأويلات اللَّامتناهية،
التي تفضي إلى إسقاط قداسة القرآن، ودين الإسلام.
للاطلاع على المقال وتحميله: https://www.haseenkwt.com/