أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
رد الدكتور ربيع أحمد، الباحث الإسلامي، والكاتب في شبكة الألوكة الإسلامية، على على سؤال الملاحدة: إذا كانت عبادتنا لا تفيد الله شيئًا، فهل خلَقنا ليعبث بنا؟
وقال إن بعض الملاحدة يتساءل في دهشة: إذا كانت عبادتنا لا تفيد الله شيئًا،
فهل خلَقنا ليعبث بنا؟ مبينا أن هذا السؤال مبنيٌّ على مغالطة، مبناها: أننا ما دمنا
لا ندرك الحكمة من أمر الله لنا بالعبادة، فلا حكمة، والأمر عبَث، وهذا الكلام غيرُ
صحيح؛ إذ كثير من الأمور لا ندرك حكمتها، وكوننا لا ندرك حكمتها ليس معناه أن لا يوجد
حكمة؛ إذ علمنا قاصر، وليس معنى عدم العلم العدم.
وتابع: الواحد منا قد
لا يدرك الحكمة من فعل شخص شيئًا من الأشياء، وهو مثله في البشرية، ومع ذلك لا يستطيع
أن يقول: أن لا حكمة في فعله، فكيف لو كان عبقريًّا من العباقرة، أو عالِمًا من العلماء؟!
وكيف لو كان الفاعل هو خالقَ العباقرة والعلماء وجميع البشر؟!
كما أن الواحد منا يتعفَّفُ عن أن يفعل شيئًا عبَثًا، ويستنكر على من يفعل شيئًا بلا هدف، فكيف ننسب ذلك للخالق؟!
وأردف: وسؤال الملاحدة إذا كانت عبادتنا لا تفيد الله شيئًا، فهل خلَقنا ليعبَث بنا؟ مبني على مغالطة، مبناها: أن الفعل الذي لا يستفيد الشخص من فِعلِه فعلُه عبَث، وهذا غير صحيح؛ إذ قد يفعل الشخص شيئًا لا يستفيد منه، ولا ينتفع به، بل ليفيد غيره، ولينتفع به غيره؛ فقد يفعل الواحد منا شيئًا من قبيل الكرم والجود والفضل، أو من قبيل حب الخير للناس، وحب الخير للغير.
واختتم: والله قد أنعم
علينا بالوجود والحياة فضلاً منه وجودًا، وهل يصح جعلُ فعل الكريم الجَوَاد من قبيل
العبث وعدم الغائية؟! ومن حب الله لنا: أن خلقنا وأمرنا بعبادته، وهل يصح جعل الفعل
الدالِّ على المحبة من قبيل العبَث وعدم الغائية؟!