أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
تعبيرية
رد الدكتور ربيع أحمد، الباحث الإسلامي
والكاتب في شبكة الألوكة، على سؤال الملاحدة: لماذا لم تدخلنا يا ألله الجنة دون المرور بالدنيا؟
وأشار إلى أن
الملاحدة يقولون: أنتم أيها المؤمنون تزعمون أن الله خلقنا لننعم في الآخرة
بالجنة، فلماذا لم يدخلنا الجنة دون المرور بالدنيا؟ والجواب: أن الله هو مالك
البشر، والمالك يتصرف في ملكه بما شاء وكيف شاء؛ قال تعالى: ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا
يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23]، وقال تعالى: ﴿ أَلَا لَهُ
الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].
وتابع: والله حكيم في أفعاله؛ فكل فعل يفعله
له حكمة، عرفناها أو لم نعرفها؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾
[النساء: 26]، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ
الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 18]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 62].
وأردف: وقد جعل الله الدنيا دار اختبار للبشر، تبيِّن مَن يستحق دخول الجنة منهم ممن لا يستحق، وتبين المؤمن من الكافر، وتبين الصالح من الطالح، مما هو معلوم لله قبل ظهوره في الحاضر والواقع، فيكون علمَ شهادة بعد أن كان علمَ غيب؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾[الكهف: 7]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 2]، وقال تعالى: ﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 179]، وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 4]، وقال تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 142].
واستطرد: وليس مِن العدل التسويةُ بين الصالح والطالح، وليس من العدل التسوية بين المؤمن به والكافر به؛ قال تعالى: ﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [القلم: 35، 36]، وقال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ﴾ [السجدة: 18].
واستكمل: وإذا كان الواحد منا لا يرضى أن تساويَ
المدرسة أو الكلية بين الطالب الذي يذاكر والذي لا يذاكر، ولا يرضى أن تساوي
المدرسة أو الكلية بين الطالب الناجح النَّبيه والطالب الفاشل الكسول، فكيف
بالخالق العادل الذي لا يظلم مثقال ذرة؟! أنعتقد أنه يساوي بين المؤمن والكافر، أو
يساوي بين الطائع والعاصي يوم القيامة؟!