لماذا لم يخلُقِ الله كل البشر صالحين؟.. ربيع أحمد يرد على سؤال الملاحدة

  • أحمد حمدي
  • الجمعة 13 مايو 2022, 9:33 مساءً
  • 544
تعبيرية

تعبيرية

رد الدكتور ربيع أحمد في مقال له عبر شبكة الألوكة الإسلامية، على سؤال الملاحدة: لماذا لم يخلُقِ الله كل البشر صالحين؟

 

وقال في رده: يتساءل الملاحدة في دهشة: إذا كان الله يحبنا، ويحب أن نعبده، فلمَ لم يخلقنا كلنا طائعين صالحين؟! والجواب: أن الله هو مالك البشر، والمالك يتصرف في مُلكه بما شاء وكيف شاء؛ قال تعالى: ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23]، وقال تعالى: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].

 

وتابع: الإنسان حرٌّ في اختيار طريق الخير وطريق الشر، وحرٌّ في اختيار طريق النور وطريق الظلام، وحر في اختيار طريق الإيمان وطريق الكفر؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 3]، وقال تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف: 29]، وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 99]، وما دام الإنسان حرًّا، فاختياره قد يكون حجة له، أو حجة عليه.

 

 

 

وأردف: وقد اقتضت حكمةُ الله أن يكون الإنسان حرَّ الإرادة، غيرَ مجبَر على الإيمان أو الكفر، والله حكيم في أفعاله؛ فكل فعل يفعله له حكمة، عرفناها أو لم نعرفها؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [النساء: 26]، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 18]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 62].

 

واستكمل: وحرية اختيار الإنسان مَيْزة قد ميزه الله بها عن كثير من المخلوقات؛ فليس الإنسان كالحيوان أو الجماد، بل الإنسان يُطيع اللهَ باختياره، ومَن يعترض على عدم جعل الناس جميعًا طائعين مؤمنين هو في الحقيقة يعترض على جعل الإنسان مخيرًا لا مسيرًا، هو في الحقيقة يعترض على الميزة التي تميز بها الإنسان عن الحيوان وعن الجماد.

ولو جعل اللهُ جميع الناس طائعين صالحين عابدين له، لربما ظُنَّ أنه يحتاج لعبادتهم.

واختتم: بوجود الطاعةِ والمعصية يحدُثُ التدافع بين الخير والشر، ويحدث التدافع بين الحق والباطل، ويحدث التدافع بين الكفر والإيمان، وتظهر حلاوةُ الطاعة ومرارة المعصية، وتظهر حلاوة التوبة ومرارة التمرُّد والعصيان، ولولا قُبحُ المعصية ما عُرف حُسن الطاعة، ولولا وجود العصاة ما عُرف نعمة الهداية، ولولا اقتراف المعاصي ما عرف نعمة التوبة، والضد يُظهِر حُسنَه الضدُّ، وبضدها تتميز الأشياء.

 

 

 

 

تعليقات