أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
قال الدكتور
ربيع أحمد، الكاتب عبر منصة الألوكة الشرعية، إن الملاحدة يروجون لشبهاتهم حول
الخالق ـ عز وجل ـ لإفساد دنيا الناس ودنياهم.
وأوضح في إجابته
على سؤال يطرحه أغلب الملاحدة: لماذا خلقنا الله؟ قائلا: بيَّن الحق سبحانه وتعالى
الغاية الكبرى التي من أجلها خلَق الجن والإنس؛ فقال سبحانه: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وإذا كان الله هو الخالقَ فله
الحق أن يُعبَد، إذا كان الله هو الخالقَ فهو المستحق للعبادة، ونحن نعبد الله؛ لأنه
خلقنا وأمَرنا أن نعبده؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].
وتابع: مما ينبغي علينا معرفته: أن الإنسان أصبح كائنًا حيًّا موجودًا بعد أن لم يكُنْ له وجود ولا حياة، وخَلْق الإنسان بعد أن لم يكن شيئًا، ووهبُ الحياة له ما هو إلا فضلٌ وجودٌ وكرمٌ من الله للإنسان، ونعمة الوجود ونعمة الحياة لا تقدر بثمن، والإنسان لا يتمتع فقط بنعمة الوجود والحياة، بل يتمتع أيضًا بنعمة الصحة، ونعمة السمع، ونعمة البصر، ونعمة التذوق، ونعمة اللمس، ونعمة الكلام، ونعمة الحركة.. إلى غير ذلك من النِّعَم التي يتمتع الإنسان بها.
وإذا كان مَن فعل لك معروفًا له حق أن يشكر، وأن تذكُرَ معروفه، وتكسبه المقالة الحسنة - فهل الخالق واهب النعم للإنسان لا يستحق منا الشكر والتقدير والاعتراف بفضله وجوده وكرمه؟!
وعبادتنا لله من شكرنا له، ونحن لو عبدنا الله طيلة حياتنا ما وفَّيْناه حق نعمة واحدة وهبَنا إياها، فكيف بكل هذه النعم الكثيرة التي لا تُعَدُّ ولا تحصى؟! قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18].
وعبادة الله في حد ذاتها نعمة عظيمة، وخير كبير؛ إذ العبادة اسمٌ جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه[1]، وما يحبه الله عبارة عن أوامرَ يحب أن تُفعَل، ونَوَاهٍ يحب أن تُجتنَب، ولا يأمر الله إلا بكل معروف، ولا ينهى إلا عن منكر، وفعل المعروف وترك المنكر فيه الخير والصلاح لنا ولمجتمعنا، والسعادة لنا ولمجتمعنا، وكأن الله خلقنا لننعم بعبادته، وننعم بشرعه.
واستكمل: وإذا عبَدْنا اللهَ حقَّ عبادته سعِدنا في الدنيا، وفُزْنا بالجنة في الآخرة؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 82]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [النساء: 13]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 13، 14].
والالتزام بشرع الله وعبادته سبحانه يؤدي إلى السعادة في الدنيا، ويترتب على الالتزام بشرع الله وعبادته الفوزُ والسعادة في الآخرة، وكأن الله خلَقنا لننعَم بطاعته في الدنيا، وننعَم - إذا أطعناه في الدنيا - بجنته في الآخرة.