رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

فيصل القلاف يكتب: "العَلمانيّة" بين بهرجة الإعلام وصدق القرآن

  • جداريات Jedariiat
  • الأحد 01 مايو 2022, 8:28 مساءً
  • 491

قال الله تعالىٰ: «تالله لقد أرسلنا إلىٰ أممٍ من قبلك فزيّن لهمُ الشيطان أعمالهم فهو وليّهمُ اليومَ ولهم عذابٌ أليمٌ».

ويجتهد شياطين اليوم في تزيين العلمانية ، بوصفها بالأسماء المحمودة، المحبوبة إلىٰ النفوس، وتَكرارها علىٰ الناس، حتّىٰ تستقرّ في أذهانهم.

فيجب كشفُ ذٰلك، والحذرُ منه، وألّا نَصِف العَلمانيّة إلّا بما تستحقّه منَ الذمّ، معتمدين علىٰ ما وصف الله - عزّ وجلّ - أمثالَهم في كتابه الكريم، وبالله التوفيق.

فقالوا إنّ العَلمانيّة تقدُّمٌ، وقال الله تعالىٰ: «لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخّر»، فسمّىٰ الكفر بجميع أنواعه (تأخُّرًا)!

وقالوا إنّ العَلمانيّة تنويرٌ، وقال الله تعالىٰ: «والذين كفروا أولياؤهمُ الطاغوت يخرجونهم منَ النور إلىٰ الظلمات»، فسمّىٰ الكفر (ظلماتٍ)!

وقالوا إنّ العَلمانيّة رُقِيٌّ، وقال الله في الكافر: «ثمّ رددناه أسفلَ سافلين»، فوصمهم بـ(ـالسفول)، وهو الِانحطاط!

وقالوا إنّ العَلمانيّة إنسانيّةٌ، وقال الله فيهم: «إن هم إلّا كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلًا»، فجعلهم بهائمَ! ولا غرو، فالعَلمانيّة بهيميّةٌ!

وقالوا إنّ العَلمانيّة عقلانيّةٌ، وقال الله فيهم: «صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون»، فجعلهم غيرَ عقلاء!

وقالوا إنّ العَلمانيّين نخبة المجتمع، وقال الله في نظرائهم: «أَلَا إنّهم همُ السفهاء ولٰكن لا يعلمون»، فسماهم (سفهاء)، فهم باسم (الحثالة) و(النخالة) أولىٰ! وجاءت بذٰلك أحاديثُ وآثارٌ.

وقالوا إنّ العَلمانيّين مثقَّفون، وقال الله فيهم: «قل أفغير الله تأمرونّي أعبدُ أيُّها الجاهلون»، فسمّىٰ دعاة الكفر (جاهلين)!

وقالوا إنّ العَلمانيّة اتّباعٌ للعلم، وقال الله فيهم: «وما لهم به من علمٍ إن يتبعون إلّا الظنّ»، وقال: «إن يتّبعون إلّا الظنّ وما تهوىٰ الأنفس»، وقال: «ولا تبرّجنَ تبرُّج الجاهليّة الأولىٰ»، فنفى عنهم العلم، وأثبت لهمُ وقالوا إنّ العَلمانيّة تحرُّرٌ، وفي القرآن: «يا أبتِ لا تعبد الشيطان»، وقال تعالىٰ: «أفرأيت منِ اتّخذ إلٰهه هواه»، فالكفر عبوديّةٌ للشيطان وللهوىٰ!

وقالوا إنّ العَلمانيّة حضارةٌ، والله جعل البداوة أليقَ بالكفر والجهل بالدين، فقال: «الأعراب أشدُّ كفرًا ونفاقًا وأجدرُ ألّا يعلموا حدود ما أنزل الله علىٰ رسوله»، فهم أبعد عن معنىٰ الحضارة، الذي هو العلم النافع ومقتضَياته!

وقالوا إنّ العَلمانيّة حداثةٌ وعصريّةٌ، وقال الله: «بل قالوا مثلما قال الأوّلون»، وقال: «ما يقال لك إلّا ما قد قيل للرسل من قبلك»، وقال: «وإن تكذِّبوا فقد كذّب أممٌ من قبلكم»، فجعل الكفر موافقةً للأقدمين، الذين انكشف ضلالُهم!

فلا ينبغي للمسلم العاقل مجاراةُ العَلمانيّين فيما يزيّنون به زندقتهم، ولو في اللفظ فقط، بل ينبغي وصفهم بما يدلُّ علىٰ حقيقتهم، وبما وصفهمُ الله به.

تعليقات