أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
حسام عقل
قال الدكتور حسام عقل، عضو هيئة التدريس بجامعة عين شمس، إن السيدة عائشة
لها من الفكر والفقه ما جعل الصحابة يلجأون إلى فتواها ويأخذون بها.
وبين خلال حديثه في برنامج "حائط صد" المعروض عبر شاشة قناة
الندى الفضائية، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اختص السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ بحبه لها،
لافتا إلى قوله: "إنَّ فضلَ عائشةَ على النِّساءِ ، كفضل الثَّريدِ على سائرِ
الطَّعامِ..."، وهو ما يؤكد أن لها في البيت النبوي مكانة خاصة، وقيل إن
النبي، رأها في نومه قبل أن يتزوجها.
واستنكر "عقل" الهجوم على السيدة عائشة ممن يسمون أنفسهم
بالتنويريين، أمثال إبراهيم عيسى، مشيرا إلى أنها رضوان الله عليها كان لها من
أسبيقيه الفكر والاستنباط ما ليس لغيرها، وقد استأمنها الصحابة 47 عاما على
الفتوى، ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان، وطلحة، والزبير، مشددا على أن ما أخذ من فتوها
يدل على الذكاء والإتقان في علوم اللغة والفقه.
وتطرق عقل إلى "حديث إرضاع الكبير"، الذي أورده مسلم عن عائشة أيضا:”أن
سالما مولى أبي حذيفة، كان مع أبي حذيفة وأهله في بيتهم، فأتت (تعني ابنة سهيل) النبي
صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن سالما قد بلغ ما يبلغ الرجال، وعقل ما عقلوا، وأنه يدخل
علينا، وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئا. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:
أرضعيه تحرمي عليه، ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة فرجعت، فقالت: إني قد أرضعته.فذهب
الذي في نفس أبي حذيفة".
وبين عقل، أن ماحدث ما هو إلا حملة نبيلة للقضاء على آخر مظاهر التبني، حيث
كان مباحًا حتى نزل قول الله تعالى: "ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ
اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ
ۚ ..."، فحرم تحريما قطعيا بتلك الآية.
وشدد عقل، على أن الحديث "خاص" وليس عاما، كما يدعى دعاة التنوير، حيث إن الحديث وضع حلا لحالة خاصة، وأن الرضاعة التي تمت هنا لم تكن بالتقاء الثدي بالفم، وإنما كانت عن طريق وضع اللبن في إناء، شرب منه "سالم" خمس رضعات، وهو ما يؤكد أن ما حدث "واقعة حال وحديث خاص لا طريق عام لجأ إليها المشرع الإسلامي للقضاء على التبني".