أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
أرشيفية
أكد مركز الفتح ـ قسم دراسة الإلحاد، أن المسلم يستسلم لبارئه فيما شرع وفيما قضى وقدر.
وأوضح في منشور، عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك، أن هناك آيتان في الربع الأول من الجزء الثاني تظهران كيف يبتلي الله عباده بأمره الشرعي (=تحويل القبلة) وأمره القدري الكوني الابتلاء بنقص الأموال والأنفس والثمرات)، وحينها يظهر حال المؤمن الموقن بحكمة الله في أمره وخلقه؛ فإنه يذعن للشرع تعبدًا لله -وإن لم يعلم الحكمة-، ويرضى بقضاء الله -ولو كان مرًا- ويصبر احتسابًا للأجر ويقينًا بأن قضاء الله كله خير ولو ظنه الإنسان بعلمه القاصر شرًا!
وبين أن الآية الأولى هي: { وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِی كُنتَ عَلَیۡهَاۤ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمَـٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ } [البَقَرَةِ: ١٤٣]
وتابع: طالما استسلمت لتشريعات الله العليم الحكيم فلا تفرض له الظنون؛ بل اطمئن لعلم الله وحكمته.. فحين تسائل البعض: هل يا ترى ضاعت صلاة من صلى لبيت المقدس ثم مات قبل تحويل القبلة؟ الجواب: اطمئن (وما كان الله ليضيع إيمانكم) أي صلاتكم لبيت المقدس، ثم اطمئن مرة أخرى لسائر أحكام الله وتشريعاته وليعظم يقينك فـ (إن الله بالناس لرءوف رحيم).
أما الآية الثانية فهي: { وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَیۡءࣲ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَ ٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَ ٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِینَ (١٥٥) ٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَصَـٰبَتۡهُم مُّصِیبَةࣱ قَالُوۤا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاۤ إِلَیۡهِ رَ ٰجِعُونَ (١٥٦) أُو۟لَـٰۤىِٕكَ عَلَیۡهِمۡ صَلَوَ ٰتࣱ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةࣱۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ (١٥٧) } [البَقَرَةِ: ١٥٥-١٥٧]
فإذا ابتلاك بالضراء فسُخْطك لا يُقدم شيئًا ولا يؤخره -ولو ملأت الأرض عويلًا- بل تعود عاقبته عليك في الدنيا والآخرة: يضيف المركز.
وأما المؤمن فيشتغل حينها بالعبادة الواجبة عليه أمام هذا الاختبار (=الصبر) ثم يتبصر عاقبته فتزول عنه وطأة المصيبة (وبشر الصابرين، صلوات من ربهم، رحمة، هم المهتدون)، ولا يتعارض ذلك وحزنه الفطري الجبلي (فإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ..).