مختار محمود يكتب: أيها التنويريون.. ادخلوا مساكنكم

  • جداريات Jedariiat
  • السبت 05 مارس 2022, 03:40 صباحا
  • 541
مختار محمود

مختار محمود

أيها التنويريون.. انتهى الدرس، لمُّوا الكراريس، ادخلوا مساكنكم، عودوا إلى جحوركم غير مأسوف عليكم؛ فلا حاجة للمصريين إلى تنويركم الآثم الغاشم البائس المدعوم من جهات أجنبية كارهة للإسلام.


لقد أظهرت فتنة المعراج، التى أثارها أحد المأسورين المهووسين بشهوة الاختلاف، مؤخراً، أن الوعى الدينى لدى المصريين لا يزال باقياً صلباً صلداً، وأنه وإن خفتَ قليلاً؛ لأسباب معروفة للقاصى والدانى، فإنه أبداً لن يلين ولن يموت. دينُ المصريين أقوى من أن يعبث به صبيانُ العلمانية الغاشمون، ويلغُ فيه غربان التنوير المتربحون.


تختلف المذاهب، تتنوع المشارب، تتعدد التيارات، تتصادم الأمزجة، تتضارب الأولويات.. ولكن يبقى الأساس عنيداً عتيداً عنيفاً يستعصى على الكسر، ويقاوم محاولات الإزالة. وإنْ استسلم قليلون أو خضعوا، تبقى الأكثرية مستمسكة بدين الله، تعض عليه بالنواجذ، لا تخشى فى المتطاولين والمتجرئين والمتجاوزين عليه لومة لائم، يحمون الحياض ويدافعون عن العرين.


الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها وأشعل جذوتها ونفخ فيها، لكنَّ فتنة المعراج، على غير ما تم التدبير لها بليل، أيقظت وعى المصريين، وأثبتت لفئران التنوير أن دينهم خط أحمر، وأنهم لن يسمحوا للمرتزقة وأحفاد عبدالله بن أبى بن سلول بأن يفسدوا فيه، رافعين شعار: «كفى ما مضى».


بضاعة التنوير الفاسدة العفنة لا مكان لها فى عقول المصريين وقلوبهم وضمائرهم؛ لأنها بضاعة أتلفها الهوى، وأهواء التنويريين مريضة ولا تقود إلا إلى الضلال المبين. ألا فى الفتنة سقطوا. نسوا الله فأنساهم أنفسهم. انطلق المصريون من كل فج عميق ينافحون عن معتقداتهم وثوابتهم وإسلامهم؛ رافضين أن يتحدث أحد رعاة الفتنة وأدعياء الحقيقة فى السنوات الأخيرة بسوء أدب عن نبيهم الكريم، أو ينكر معجزة المعراج الثابتة فى القرآن الكريم والسُّنة المطهرة، وهو الذى أهان من قبل صحابة الرسول الكريم وشكك فى إيمانهم ونزاهتهم وإخلاصهم وعدالتهم، عبر فضائية أجنبية مشفرة لصيقة الصلة بالمخابرات الأمريكية!

انتفض المصريون ضد هذا العابث اللاهى الباغى هذه المرة، كلٌّ قدر استطاعته وبطريقته المثلى، ولم يتواطأ معه سوى ضئيل العقل أو ضعيف الإيمان. وأمام هذه الغضبة الكاسحة متعددة الروافد والأذرع.. تراجع التنويرى الكبير، على طريقة حواة الفكر الراقصين على كل السلالم؛ نافياً ما اقترف لسانه وهو يعلم أنه من الكاذبين؛ حتى يضمن استمرار برنامجه وبقاء منبره الشيطانى، ويُحصِّن نفسه من الوقف والعقاب.


لم تكن هذه هى المرة الأولى التى خاض فيها هذا التنويرى المغرض عن جهل وسوء نية فى معجزة المعراج؛ فقد خصص قبل أقل من عامين حلقة من برنامجه «الأمريكانى» شكك فيها فى الإسراء والمعراج معاً، ووصفهما وضيوفه بـ«الخرافة»، كبرت كلمة تخرج من أفواههم، إن يقولون إلا كذباً.

وكما انتفض المصريون غضباً؛ دفاعاً عن معجزة المعراج، فقد فعلوها من قبل عندما خاض الفتى الهارب من مسئولياته الأسرية، مدعوماً من إعلامى الترفيه؛ تجريحاً وتدليساً على الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، ونسبا إليه ما لم يقله افتراءً من عند أنفسهم الأمَّارة بالسوء.


ولأنه رُبَّ ضارة نافعة، فإنَّ هذه الفتنة أعادت الروح إلى وعى المصريين، وأثبتت عملياً أن تغييب الدين من وسائل الإعلام المختلفة؛ مقابل التمكين لتيارات شيطانية مأجورة لن يغير من الأمر شيئاً، وأن أحاديث الإفك ليست أكثر من رصاصات فارغة لا أثر ولا قيمة لها مثل أصحابها، والله غالبٌ على أمره، ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون.

تعليقات