حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
حلقات التعلم الديني للأطفال
قال الشيخ خالد الرفاعي، المستشار الشرعي بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام، إن إثبات محاسِن الشريعة من خلال النظر فيها بعقلٍ مجردٍ، من خلال الحديث مع الأطفال ضرورة ملحة لمنع الأفكار الإلحادية من الوصول إلى أذهانهم.
جاء ذلك في رده على سؤال، سيدة تقول إن ابنها يقترب من الإلحاد.. كيف أتصر ف؟ حيث نصح السائلة بقراءة عدد من الكتبالمتخصِّصة في دحض دعاوى الإلحاد وتفنيد شبهاته، ابرزها: (الفيزياء ووجود الخالق)؛ للدكتور جعفر شيخ إدريس، وكتاب: (الله يتجلَّى في عصر العلم)؛ ترجمة الدكتور الدمرداش عبد المجيد سرحان، وكتاب: (الإسلام يتحدَّى)؛ للأستاذ وحيد الدين خان، وكتاب: (صراع مع الملاحِدَة حتى العظم)؛ للشيخ عبد الرحمن الميداني، وكتاب نديم الجسر (قصة الإيمان).
وشدد الرفاعي على أنه يجب التوقُّف كثيرًا عند قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ * نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ * أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ * أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ} [الواقعة: 58 - 72]، فأمرُ النشأة وأمرُ الموت منظوران مألوفان في واقع حياة الناس، فكيف لا يصدقون أن الله خلقهم؟!
وبين أن ضغط هذه الحقيقة على الفطرة أضخم وأثقل من أن يقف له الكيان البشري، أو يجادل فيه، وإن دور البشر في أمر هذا الخلق لا يزيد على أن يودع الرجل ما يمني رحمَ امرأة، ثم ينقطع عملُه وعملها، وتأخذ يد القدرة في العمل وحدها في هذا الماء المهين، تعمل وحدها في خلقه وتنميته، وبناء هيكله، ونفخ الروح فيه، ومنذ اللحظة الأولى وفي كل لحظة تالية تتم المعجزة، وتقَع الخارقة التي لا يصنعها إلا الله، والتي لا يدري البشر كنهها وطبيعتها كما لا يعرفون كيف تقع، بله أن يشاركوا فيها! وهذا القدْرُ من التأمُّل يُدركه كلُّ إنسان، وهذا يكفي لتقدير هذه المعجزة والتأثر بها، ولكن قصة هذه الخلية الواحدة منذ أن تمنى إلى أن تصير خلقًا - قصةٌ أغرب من الخيال، قصةٌ لا يُصَدِّقها العقل لولا أنها تقع فعلاً، ويشهد وقوعُها كل إنسان! هذه الخليَّة الواحدة تبدأ في الانقسام والتكاثُر، فإذا هي بعد فترة ملايين الملايين من الخلايا، كل مجموعة من هذه الخلايا الجديدة ذات خصائص تختلف عن خصائص المجموعات الأخرى؛ لأنها مكلَّفة أن تنشئ جانبًا خاصًّا من المخلوق البشري، فهذه خلايا عظام، وهذه خلايا عضلات، وهذه خلايا جلد، وهذه خلايا أعصاب، ثم هذه خلايا لعمل عين، وهذه خلايا لعمل لسان، وهذه خلايا لعمل أذن، وهذه خلايا لعمل غدد، وهي أكثر تخصُّصًا من المجموعات السابقة، وكلٌّ منها تعرف مكان عملها، فلا تخطئ خلايا العين مثلاً فتطلع في البطن أو في القدم، مع أنها لو أخذت أخذًا صناعيًّا فزرعت في البطن مثلاً صنعت هنالك عينًا، ولكنها هي بإلهامها لا تخطئ فتذهب إلى البطن لصنع عين هناك، ولا تذهب خلايا الأذن إلى القدم لتصنع أذنًا هناك! إنها كلها تعمل وتابه: تنشئ هذا الكيان البشري في أحسن تقويم تحت عين الخالق، حيث لا عمل للإنسان في هذا المجال؛ وهذه هي البداية، أما النهايةُ فلا تَقِلُّ عنها إعجازًا ولا غرابة، وإن كانت مثلها من مشاهدات البشر المألوفة، هذا الموتُ الذي ينتهي إليه كل حي، ما هو؟ وكيف يقع؟ وأي سلطان له لا يقاوم؟ إنه قدر الله، ومن ثم لا يفلت منه أحدٌ، ولا يسبقه فيفوته أحد، وهو حلقة في سلسلة النشأة التي لا بد أن تتكامل! {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ} [الواقعة: 62]، فهي قريب من قريب، وليس فيها من غريب.