هيثم طلعت: فرضية خروج جُسيمات باستمرار من الفراغ الكوانتي من أشهر تدليسات الملاحدة
- الأحد 17 نوفمبر 2024
أرشيفية
قال الشيخ خالد الرفاعي، المستشار الشرعي بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام، إن هناك وصلةً بين القلب والكون الهائل الجميل، وهذه هي الوصلةُ التي تجعل للنظر في كتاب الكون والتعرف إليه أثرًا في القلب ينشئ بها عقيدة ضخمة شاملةً، وتصورًا كاملاً وحياة للروح والقلب، ويقَظة في المشاعر والحواس يقظة لظواهر الوجود، ويقظة للنفس وما يجري فيها من العجائب والخوارق.
جاء ذلك في رده على سؤال، سيدة تقول إن ابنها يقترب من الإلحاد.. كيف أتصرف؟، متابعا: أنفُسنا من صنع الله، والكونُ من إبداع قدرته، والمعجزة كامنة في كل ما تبدعه يده، فالمعجزة كامنة فينا غير أنه لطول ألفنا لها غفلنا عن مواضع الإعجاز فيها، فتعيَّن عليك وعلى من يعاونك في هداية ولدك مساعدته أن يفتحَ عينيه على تلك المُعجزات وعلى السر الهائل المكنون فيها، سر القدرة المُبدعة، وسر الوحدانية المفردة، وسر الناموس الأزلي الذي يعمل في أنفسنا كما يعمل في الكون من حولنا، ويحمل دلائل الإيمان وبراهين العقيدة فيبثها في كياننا، وبمعنى أوضح: "أيْقِظي فطرته".
وأوضح الرفاعي ـ وبحسب موقع طريق الإسلام ـ أن هذه طريقةُ القرآن المجيد في مخاطَبة الفطرة البشرية، فيتخذ من أبسط المشاهدات المألوفة للبشر مادةً لبناء أضخم عقيدة دينية؛ كقوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ} [الطور: 35، 36]، وهذا مِن أجود المحاجات العقلية والاستدلال بأمر لا يمكن معه إلا التسليم للحق، أو الخروج عن موجب العقل، فالموجوداتُ إما أنها خُلِقَتْ من غير خالق خلقها، بل وجدتْ من غير موجد، وهذا عينُ المحال، وإما أنها خالقةٌ لنفسها، وهذا أيضًا محالٌ، فإنه لا يتصوَّر أن يوجدوا أنفسهم.
وتابع: فإذا بطل الأمران واستحالاَ تعيَّن القسمُ الثالث أن الله الذي خلقهم، وإذا تعين ذلك علم أن الله تعالى هو المعبود وحده، الذي لا تنبغي العبادة ولا تصلُح إلا له تعالى.