رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

محمد سعد الأزهري يكتب: الإسلام الوسطي

  • أحمد حماد
  • الأربعاء 23 فبراير 2022, 7:44 مساءً
  • 456
محمد سعد الأزهري

محمد سعد الأزهري

الإسلام الجميل هو الذي يختارون له قولاً يناسب أهواء الناس ليقول الجميع: الله على الإسلام الجميل!

وهذا لا يقل خطراً عن الذين يختارون أكثر الأقوال تشديداً على الناس والراجح بخلافها ليُقال: ما شاء الله على التمسك بالإسلام الحقيقي!

أما العالمانيين فبهدوء كده هيقولولك كل دول غلط، الإسلام المستنير لا يعترف بالماضي ولكنه يستقبل الحاضر بمفاهيم حداثية ليس لها علاقة باللغة ولا بالعلم ولا بالنصوص ولا بغيرها، زي صاحبنا اللي بيقول الحرية الإسلامية هي قول الشعب لا المذاهب ولا غيرهم!

الخلاصة خذ العلم من أهله، والعلم يدور بين دليل وآخر، فأما الدليل الذي رجحه جمهور العلماء فهذا أقرب لك، فخذه وأنت أكثر اطمئناناً من غيره، ويسمى غيره مرجوحاً، وهذا المرجوح ربما يكون هو الراجح في حقك طالما أفتاك بذلك عالم معتبر.

أما الأقوال الضعيفة والشاذة فابتعد عنها لأن المفسدين يجمعونها ويضعونها في سياق التضليل والفساد، أما الإجماعات القطعية فهذه من أصول الدين في القوة والعلم والرأي.

وإياك واتباع الذين يأخذون من كل مذهب ما يوافق هواهم، ويلفقون الأقوال حتى تجد في المسألة فتوى لم يقل بها عالم، ثم يخدعونك بأن يقال أنها على مذهب هذا الإمام أو ذاك العالم!

الإسلام الوسطي الحقيقي هو إسلام تعظيم العلم والدليل، والذي يفرق بين الاتباع والتقليد، ويرى تراث المذاهب جوهرة نفيسة، يضعها في مكانها دون مبالغة في التعظيم أو تقليل من حجم هذا السّفر الطويل!

الإسلام الوسطي ينشغل بالنصوص أولاً، ويتعمق في المعاني، ويتابع العلماء الكبار حتى تظل القريحة على منوال القدامى، ويضع النظير على النظير، ويفرّق بين المتانة وبين التعصب والتقليد، ولا يقطع في مسألة اختلف فيها السابقون، ولا يخترع قولاً لم يُذكَر في الأولين، فعلماء الأمس ذاكرة الكترونية يستحيل أن يشوب جمعها التهنيج، أو أن تُصاب بفيرس دخيل!

ومن لم يدرك متانة الأمس وعراقة القوم ونصاعة الأدلة وعمق فهم الأئمة : خُدعَ بمصطلحات اليوم المسمومة، حيث يبيعون لك الجمال لكنهم سلبوا من داخله كل مواطن القوة والكمال، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

نقلا عن: مركز الفتح ـ قسم دراسة الإلحاد

تعليقات