عمرو شريف: انتظام قوانين الطبيعة «أشد حجية على الربوبية الخالقة»

  • أحمد حمدي
  • الثلاثاء 15 فبراير 2022, 8:10 مساءً
  • 909
الدكتور عمرو شريف

الدكتور عمرو شريف

قال الدكتور عمرو شريف، أستاذ ورئيس أقسام الجراحة العامة الأسبق، وأحد المتخصصين في الرد على شبهات الملاحدة، إن العلم كشف لنا من أسرار الكون الكبير، والجسيمات تحت الذرية الدقيقة، والكائنات الحية من أدقها إلى أعظمها وهو الإنسان، وكشف لنا ما يفوق في إبهاره ما نطالع من معجزات الأنبياء ومن كرامات الأولياء .

وتابع في منشور عبر حسابه الرسمي، على فيس بوك، قائلًا: "كلما تعمقت في دراسة جانب من الجوانب الدقيقة في الوجود؛ كلما ازددت تحيرًا في ربي عز وجل مطلق العلم والحكمة والقدر، وأدركت بعضًا مما قصده القائل بقوله: "اللهم زدني فيك تحيرًا".

واستطرد قائلا: إن بنية الوجود وآليات وظائف مكوناته تبلغ في دقتها وإبهارها ما يعجز العقل الإنساني عن مجرد فهمه، وهذا ما عبر عنه آينشتين بقوله «إن أكثر الأشياء استعصاءً على الفهم في الكون أنه مفهوم»، أي أنه مازال هناك في الكون المفهوم ما نعجز عن فهمه .

 

وأكمل: لقد جاء لفظ (آية) في القرآن الكريم على ثلاثة معان؛ آيات السور القرآنية، والمعجزات والكرامات، وآيات الآفاق والأنفس التي يُجَلّيها العلم، وقد جعل ربي عز وجل من الآيات التي يُجليها العلم حَكَمًا على صحة آيات القرآن الكريم، وهذا مما قصده ربي عز وجل بقوله: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)، لذلك أيضًا جاء في القرآن الكريم (بصيغة التخصيص) أن أهل العلم هم الجديرين بـ "مقام الخشية"، وفي ذلك قال ربي عز وجل: (… إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ …).

وواضح من الآيات السابقة لهذه الآية الكريمة، والتي تتحدث عما في الطبيعة من سمات وظواهر أن المقصودين هم علماء العلوم الطبيعية، ولِمَ لا؛ فهؤلاء لا يقف إدراكهم لقدرة الله عز وجل عند ما تَرَبوا عليه وما يقرأونه في نصوصنا المقدسة، لكنهم يعاينون بكل حواسهم ما تقوم به يد الله عز وجل من أفعال، وذلك من خلال ما يسمية الدين بالسنن الكونية، وما يسميه العلم بقوى الطبيعة وقوانينها، بحسب الدكتور عمرو شريف.

وبين: إذا كان خرق قوانين الطبيعة يدل على الربوبية الخالقة، فاعلموا أن انتظام هذه القوانين ودقتها واضطرادها لهو أشد حجية، وأشد إبهارًا، وأشد إعجازًا مما تتشوفون إليه من معجزات وكرامات ،وكلما كشف لنا العلم بعضًا من الدقة والإعجاز المبهورين في عالم الفيزياء والبيولوچيا، وقع ذلك في قلوب العارفين بهذه العلوم موقع الوحي الإلهي .

واختتم مؤكدًا: إذا كان الوحي الإلهي المسجل في كتب الله المقدسة المسطورة قد انقطع، فإنه لايزال مستمرًا من خلال تجليات ربي عز وجل في كتابه المنشور، وللعالم الفيلسوف الأيرلندي وصاحب قانون الغازات روبرت بويل ( 1627 - 1691 ) قول يعبر عن الآيتين الكريمتين الذين استشهدت بهما ، فيقول: "إن العلماء هم كهنة معبد الإله الأسمي "، فما يتجلى للعلماء من علم ليس اختراعًا شيطانيًّا ولا إبداعًا بشريًا، لكنه تجلي لاسم ربي "العليم" عز وجل، كما إن معبد الإله الأسمى هو الوجود الذي تتجلى فيه آيات ربي عز وجل، وهو ما قصدته بعنوان أحد كتبي وهو (الوجود رسالة توحيد)، وما قصدته بعنوان كتابي (إنك بالوادِ المقدس)، وللأسف ينقلب هذا المعنى عند الكثيرين من المتدينين، فينطلقون في تسفيه العلم واتهام العلماء، وينقلب المعنى أيضًا عن بعض العلماء الذين تحجبهم عنه حجب الهوى المادي وحجب الاعتياد، فيتوهمون أن العلم قد أزاح الإله عز وجل عن عرشه، حاشاه .

تعليقات