هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
محرر جداريات مع الكاتبة والقاصة أ / وداد معروف
هي كاتبة تعمل في حقل القصة القصيرة ، تركز بشفافية البحر الذي أتت منه عبر يود كلماتها على الورق كإبنة لدمياط بعرض كل ما يتعلق بالمجتمع من أجل صرخة مدوية ، تفيق الجميع من عطن السلبية و السعي لغد أفضل يساهم في بناء مجتمع يسعى للبناء والتنمية عبر الفن القصصي المعالج لسلبيات الأمور ، في هذا الصدد تحدثت الكاتبة والقاصة أ/ وداد معروف الآتية من بلد بنت الشاطيء ، طاهر أبو فاشا ، علي سالم ، علي مصطفى مشرفة والعديد من الرموز الدمياطية التي نسجت بفيوضات مواهبها الجميلة هوية مصر في كل الأزمنة و العصور ، فكان لجداريات هذا الحوار العميق في ظل إحتفاء ملتقى السرد العربي بمجموعتها الأخيرة (فستان فضي لامع).
إلى نصر الحوار
كيف ترين المهرجان النقدي الذي إحتوى مجموعتك الأخيرة (فستان فضي لامع) وقت مناقشتها ؟
أراها تجربة تعددت فيها الرؤى من خلال نقد مجموعتي القصصية حسب كل رؤية ومدرسة نقدية تثري من مجموعتي ، للإستفادة من الإيجابيات والسلبيات في الأعمال القادمة لأن من أراد التطور فلابد من التعلم من أهل الخبرة والتخصص والنقد البناء هو أساس إنصاف العمل الإبداعي وهو المطلوب من الناقد الذي يقرأ النص جيدًا لفض الإشتباك المزمن بينه وبين المبدع.
متى بدأت الكتابة ؟
في العام 2011 حيث إكتملت لدي الرؤية الحياتية والثقافية ليحين الوقت بترجمتها قصصيًا عقب خبرة طويلة من العمل والكفاح والتأمل والتعلم من الآخرين في تجاربهم الثرية أثناء عملي كأمينة مكتبة لمدة 18 سنة بمدرسة ثانوية للبنات ، أكسبتني جلستي مع الكتب عبر لمسي للأوراق معنى إحتواء الكلمة وقيمة حفظ المعلومة القيمة والتي أكسبتني الثقافة التراكمية وهذا ما جسدته في قصة (قلوب خضراء) عبارة عن ولد وبنت يترددان على المكتبة التي ولد بها حبهما حيث بستان المعرفة ورحيق العلم والتنوير إلى جانب قصة (لاعبة السيرك) الملخصة للسيرك الذي نحياه في دنيتنا عبر مُدرسة تتعرض لمشاكسات الطلبة وروتين الحضور والإنصراف وما تتخله الأحداث بين تلك الزوايا.
هل تعيشين أمر المظلومية ككاتبة من الأقاليم ؟
بناءً على دراستي بكلية الإعلام تعلمت أن التكنولوجيا كسرت قواعد الإقليمية لوجود العالم المفتوح وهذا ما نراه فوريًا في شبكات التواصل الاجتماعي مهما كان نوع المكان ، وقصور الثقافة لها حصة من النشر لحل مشكلة المركزية ، ولابد من تماس الأقاليم مع العاصمة مع الوضع في الإعتبار بوجود أعمال لا تتم إلا من الحاضنة الرئيسية القاهرة والفيس بوك له دور كبير في إنتشاري والدليل على ذلك غالبية الحضور لمناقشة مجموعتي ممن يتابعونني على الفيسبوك.
كيف تقيمين تجارب النشر على الفيس بوك و هل حل الفيسبوك مشكلة أزمة النشر أم أنك ترين غير ذلك ؟
مما لا شك فيه بأن الفيسبوك حل لو بشكل جزئي مشكلة النشر ولكن علينا أن نحذر من نقطة هامة و هي أن ما يحدث من الفيسبوك من عمليات التنجيم لبعض من لا يملكون الموهبة والملكة الأدبية والسليقة الإبداعية لكن مع مرور وقت لتقنين الأشياء سيتم تفريغ الأمر بشكل حقيقي عبر القارئ الواعي فكلما تطورت التكنولوجيا كلما زاد الوعي لدى المتلقي.
أنت من بلد بنت الشاطئ (عائشة عبد الرحمن) وطاهر أبو فاشا والعالم الكبير علي مصطفى مشرفة ، فمن من هؤلاء أثر في وعيك ونفسك ؟
كل هؤلاء عظماء بلدتي و لكن عند قرأتي لكتاب الكبيرة بنت الشاطئ (على الجسر) تأثرت بتفاصيل حياتها خلال روايتها لمقاومتها لأهلها بحرمانها من التعليم وصراعها لكسر تلك القيود إلى أن وصلت بسيرتها المشرفة ومقاومتها الباسلة لهدفها المنشود حيث نحتت بكل معاناتها اسمها على صفحات التاريخ بملاحمها الفكرية العظيمة التي لازالت مستمرة في تعليم الجميع لمعنى اللغة والدين الصحيح كما ورد في أعمالها (الخنساء شاعرة العربية الأولى - رجعة فرعون - على الجسر - بطلة كربلاء - مع المصطفى) وهي أكثر من أثرت في قراءاتي عن أعلام دمياط.
من أكثر من أثر فيك وقت خطواتك الأولى في عالم الإبداع القصصي ؟
مصريًا القاص الكبير وشيخ القصاصين العرب د/ يوسف إدريس لسحر أسلوبه القصصي والبياني و عالميًا رائد فن القصة القصيرة الكاتب الروسي الكبير أنطوان تشيكوف لما يملكه من ملكة ساحرة في توضيح فن الموقف في القصة القصيرة بمنتهى الإبداع دون إسهاب مبالغ فيه ودون إختزال مباشر يتسبب في الإضرار بالقصة القصيرة.
من وجهة نظرك من هن أهم كاتبات في الأدب العربي على مستوى الأدب النسوي ؟
الكاتبة الكبيرة لطيفة الزيات صاحبة رائعة (الباب المفتوح) الكاسرة لتابوهات ثابتة أخذت عن المرأة داعية لتغيير المنظور السائد عنها بسردها المذهل وبيانها الرقيق الملتهب من أجل حل تلك القضية عبر فن السرد الروائي ، ورضوى عاشور صاحبة (ثلاثية غرناطة) التحفة الخالدة في جبين الأدب العربي وهي رائعة بذاكرتها التاريخية في تلك الرواية النهرية المؤرخة لمأساة الأندلس.
هل المقولة الرائجة الآن بموت القصة القصيرة صحيحة و هل وئدت نبؤة توفيق الحكيم بأن المستقبل للقصة القصيرة ؟
مقولة توفيق الحكيم صحيحة مائة بالمائة و إن وئدت فهي عن قصد وليس عن قصور النبؤة والسبب في ضعف القصة القصيرة دور النشر لتركيزهم الشديد من الرؤية التجارية على الرواية التي أصبحت شعر الدنيا الجديدة كما قال نجيب محفوظ والدكتور جابر عصفور ولهذا السبب توجه العديد من الشعراء و القصاصين للرواية لمغازلة جوائزها ذات القيمة العالية إلى جانب سعة صدر الرواية في رصد الأحداث التي ترتبط بالأحداث الكبيرة مع صعوبة فن القصة القصيرة المحتاجة إلى موهبة غير عادية في رصد فن اللقطة وفن الموقف الواحد بلقطته السريعة.
ما هو دور المكتبة في حياتك كفارئة وكموظفة عملت بين رفوفها ؟
المكتبة تحتاج إلى محب للقراءة وأنا من عائلة قارئة تقدر القراءة ووالدي كان يتحدث معه في محله الخاص الفيلسوف الكبير عبد الرحمن بدوي و هذا بدوره أفاد والدي وأفادنا جميعًا لكي نسير على درب العلم والمعرفة والثقافة والتنوير إلى جانب ما إستفدته من كنوز نفيسة كانت تعطر الرفوف لننهل منها كالنحل المتنقل بين مختلف أنواع زهور المعرفة والثقافة من أجل أن تحاك في صور معرفية بين القصة والراوية والمقالة والعمل المنقوش على جدار الزمن لخدمة الأجيال القادمة.
بمناسبة ذكر الوالد فمن الواضح دور الرجل في حياتك كما في قصصك و هذا بشهادة د/ حسام عقل الذي أكد على إنصافك للرجل على حساب المرأة ، فما هو دور الرجل في حياة وداد معروف ؟
أنا أعشق وأقدر الرجل لإيماني بمبدأ التكامل والتوازن في الحياة لعدم إستغناء كل طرف عن الآخر ، حتى تتسم الحياة بالديمومة والبقاء وكما ذكرت دور والدي في حياتي فهناك زوجي الذي أعتبره خلاصة الحياة ما بين الأب والأخ والصديق والمخلص وهذا ما يدفعني للكتابة بموضوعية عن العلاقة بين الطرفين حتى لا نحدث شرخًا مجتمعيًا لو قمنا بتنمية الندية بينهما.
ماذا تقول وداد معروف عن تلك الأسماء ؟
نجيب محفوظ ؟
ذاكرة الأمة المصرية وحكاءها في القرن العشرين.
يوسف إدريس؟
أفضل من كتب عن القرية.
عبد الرحمن الشرقاوي ؟
صاحب الملاحم الإبداعية الخالدة (الشوارع الخلفية - الأرض).
بيرل باك ؟
كتبت بعبقرية لن تمحى لبصمتها الخالدة في رصد الحياة الريفية الصينية بعقل أمريكي وهوى صيني.
هل هناك نقد تسبب في صدمتك ؟
هناك بعض قريباتي تسببن في إحباطي لوجود التنافس بيننا وهناك ناقد قال لي أنت معدومة الموهبة فأحبطت للحظات ولكنني لم أستسلم وقررت الإستمرار و ها أنا ذا بينكم أتحدث معكم لإيماني بموهبتي دون أن أعبأ بكلام الآخرين.
وما هو النقد الذي أثلج صدرك بعد سماعه أوقراءته؟
هناك دراسة للدكتور إيمان بقصر ثقافة الشاطبي بالإسكندرية شبهتني بفرجينيا وولف عبر تيار الوعي الموجود بكتاباتي وتكلمت عن نضج كتاباتي التي جاءت متأخرة عبر تراكمات عمرية وخبرات كبيرة هي خلاصة الكتابة الصادقة.
ما الذي تقترحينه على وزارة الثقافة ؟
لابد من إعادة الطفل للقراءة وأناشد ما قالته سهير القلماوي بضرورة الطلب من الطالب بعمل ملخصات للكتب في مختلف المجالات وجعلها من أعمال السنة لتولد لديه غريزة حب القراءة وعشق البحث والسعي الدءوب للوصول إلى الحقيقة.