الوجه مرآة النفس
- الأحد 24 نوفمبر 2024
الإلحاد
قال الدكتور سالم محمد، أستاذ الشريعة بجامعة
الأزهر، إن من أبرز أسباب انتشار الإلحاد في عالمنا العربي الضعف المعرفي الناتج خصوصا
عن إشكالات التعليم المتراكمة في بلادنا، والخلل النفسي المتمثل في العجز عن الملاءَمة
بين ممارسة التدين في مراتبه العالية، والتعامل مع مُخرَجات الحضارة المادية الشهوانية
المعاصرة، وبسبب عدم فهم مراتب الأعمال وما يتيحه الإسلام من إمكانات للتعامل مع ضعف
النفس البشرية.
وأوضح أن الكثيرين
يختارون التضحية بالتدين عبر رفض المنظومة الدينية بأكملها، لتسلم لهم تلبية الشهوات
المتاحة بيسر كبير في هذا العصر، وتضخيم نقائص المتدينين وتحميل الدين تبعاتها، سواء
تلك المتعلقة بالنقص البشرى كالعجز والظلم والجهل والشهوة والكسل واتباع الهوى ونحو
ذلك، أو المتعلقة بالخلل في تطبيق الدين بفهم منحرف أو تأويل بعيد لنصوص الوحي،
بحسب "الأهرام".
وبين أن من ضمن
الأسباب أيضًا، التعرض للشبهات دون تحصيل الحد الأدنى من المناعة الفكرية، وذلك بالدخول
في نقاشات غير متكافئة مع الملاحدة ومنتقدي الأديان، مع الاستهانة بقدرات الخصم على
التشكيك والهدم، ويكرّس هذا الأمرَ لدى كثير من الشباب، مزاجُ الانطلاق والتحرر ورفض
"الوصاية" من العلماء وأهل الخبرة.
وأرجع أستاذ الشريعة
بجامعة الأزهر، انتشار الإلحاد إلى القصور في نظام الوعظ والدعوة، وعجز التيار المتدين
عن الاحتضان الروحي العملي للشباب، والاكتفاء –في أحيان كثيرة– بدروس علمية جافة أو
مواعظ ينقصها التجديد والإبداع، بدلا من ممارسة التأطير الروحي والتربوي للأفراد، وجمود
الدرس العقدي، واجتراره نفس الموضوعات التقليدية المتكررة، دون قدرة على تجديد نفسه
ليواكب المستجدات العقدية المتسارعة، والشبهات الإلحادية التي تتساقط على رؤوس شبابنا،
دون أن تكون لهم حيلة في دفعها.