رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

الأشهر الحرم.. كيف يغتنمها المسلم وأبرز خصائصها

  • أحمد حمدي
  • الثلاثاء 01 فبراير 2022, 4:21 مساءً
  • 843
الأشهر الحرم

الأشهر الحرم

الأشهر الحرم ذكرت في القرآن الكريم،  حيث يقول الحق تبارك وتعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ".

وفي الأشهر الحرم فضل كبير وعظيم، لذا يجب على الجميع أن يستغلها، وفي ذلك ما جاء عن قيس بن عبادة أنه قال: ليس في الأشهر الحرم شهر إلا في اليوم العاشر منه خير، قال: ففي الحجة في العاشر النحر، يوم الحج الأكبر، وفي المحرم العاشر عاشوراء، وفي العاشر من رجب "يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ".

 

الأشهر الحرُم قبل الإسلام

بحسب مركز الأزهر الشريف لـ الفتوى الإلكترونية، فإن حرمة الأشهر الحرم ثابتةٌ منذ عهدِ سيدنا إبراهيم عليه السلام، كما ورد في شريعته، وقد استمرت القبائل في شبهِ الجزيرة العربية علىٰ تحريم القتال علىٰ نفسها خلال هذه الأشهر علىٰ مر السنين والعصور، بهدف تسهيل سير القوافل التجارية في مواسم الحج نحو مكة، مع وجود بعض القبائل العربية التي أحلت لنفسها القتال وخوض الحرب في هذه الأشهر، ومع مجيء الإسلام استمرت حرمة هذه الأشهر قائمة حتىٰ الآن وتمتد حرمتُها إلىٰ يوم القيامة.

 

سبب تسمية الأشهر الحرم بهذا الاسم

سُمِّيَت الأشهر الحرُم بهذا الاسم: لزيادة حرمتها، وعِظَم الذنب فيها، ولأن الله سبحانه وتعالى حرَّم فيها القتال، فقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ...}، حسبما أكد الأزهر الشريف.

وقد بيَّنَها رسولُ اللهِ ﷺ فيما أخرجه البخاري عن أَبي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بنِ الحارثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أنه ﷺ قَالَ: «ألا إنَّ الزمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خلق اللهُ السماواتِ والأرضَ، السنةُ اثنا عشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ، ثلاثةٌ مُتوالياتٌ: ذو القعدةِ، وذو الحجةِ، والمحرم، ورجبُ مضرَ الذي بين جمادى وشعبانَ».

 

طاعات الأشهر الحُرُم

ينبغي علىٰ المسلم خلال الأشهر الحرم أن يجتهد في الطاعات، وهي كثيرة، منها: الإكثار من العمل الصالح، والاجتهاد في الطاعات، والمبادرة إليها، والمواظبة عليها؛ ليكون ذلك داعيًا لفعل الطاعات في باقي الشهور، وأن يغتنمَ المؤمنُ العبادة في هذه الأشهر التي فيها العديد من العبادات الموسمية كالحج، وصيام يوم عرفة، وصيام يوم عاشوراء.

وبحسب الأزهر للفتوى، فعلى المسلم أن يترك الظلم في هذه الأشهر؛ لعظم منزلتها عند الله، وخاصة ظلم الإنسان لنفسه بحرمانها من نفحات الأيام الفاضلة، وحتىٰ يكُفَّ عن الظلم في باقي الشهور، مع الإكثار من إخراج الصدقات، والإكثار من الصيام.

خصائص الأشهر الحرُم

بحسب الأزهر الشريف، فإن للأشهر الحرم خصائص كثيرة ميَّزتها عن بقية الأشهر الأخرىٰ، ومنه، أن فيها يُضاعِفُ الله سُبحانه لعباده الأجرَ والثواب، كما يُضاعف الإثمَ والذنبَ، لعظمةِ وحرمة هذهِ الأشهر.

كذلك حرمة القتال فيها؛ قال تعالىٰ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ...}، أيضًا  تشديدُ حرمةِ الظلم فيها؛ قال تعالىٰ: {...فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم...}.

ومن أبرز خصائصها أنها تشتمل على فرائضَ وعباداتٍ موسمية ليست في غيرها، واجتماع أمهات العبادات في هذه الأشهر، وهي: الحج، والليالي العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة، وعيد الأضحىٰ، وأيام التشريق، ويوم عاشوراء، وليلة الإسراء والمعراج -علىٰ المشهور-.

تعليقات