رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

"الإلحاد عبثي لا دليل له".. شيرين فهمي تقدم تلخيصا لكتاب مناظرة الملحدين لهيثم طلعت

  • أحمد حمدي
  • الجمعة 28 يناير 2022, 9:03 مساءً
  • 1119
هيثم طلعت

هيثم طلعت

قدمت الدكتورة شيرين حامد فهمي، تلخيصا لكتاب " مناظرة الملحدين" لمؤلفه الدكتور هيثم طلعت، وذلك عبر منصة "خطوة للدراسات والتوثيق"، مؤكدة أن الدكتور “هيثم طلعت علي سرور” يعد من أبرز “المقاومين” للفكر الإلحادي على المحطات الإلكترونية للتواصل الاجتماعي أو  “السوشيال ميديا”.

 

وفي تلخيصها للكتاب، تقول إن المؤلف انطلق من فرضية أساسية تقول إن الإلحاد منظومة عبثية لا مبرر لها ولا دليل ولا منطق، فالملحدين – بحسب وجهة نظره – لم يستطيعوا تقديم دليل واحد على إنكار وجود الله؛ ذلك لأنهم في الأصل معترضون على وجود الله كفراً وجحوداً وتمرداً وليس إنكاراً.

ومن عبثية الملحدين – كما يؤكد “هيثم طلعت” في كتابه “مناظرة الملحدين” (الصادر في عام 2016) – إنكارهم لبرهان السببية، فهم يتتبعون منهاج السببية في كل المسائل إلا في مسألة خلق الكون؛ فيدعون أنه لا سبب وراء مسألة خلق الكون، وهو ما يعد ضرباً من الجنون والحمق والسخف. إذ كيف يُعمل الملحد السببية في معمله، وفي كل كبيرة وصغيرة في حياته، ثم يوقف السببية في أصل كل هذه الأمور، مفترضاً العدمية مصدراً وحيداً للوجود؟

 

ومن عبثية الملحدين أيضاً، جهلهم بالتاريخ الذي يؤكد ويثبت أسبقية عقيدة التوحيد عن أي عقيدة أخرى، فقد جاء التوحيد أولاً، ثم تلته المعتقدات الفاسدة. وقد تأصل الدين والأخلاق منذ بداية نشأة الكون؛ ولم يحدث فيهما تطور؛ كما يدعي الملحدون.

وكما يشير “هيثم طلعت” إلى عبثية الإلحاد، يشير – على الوجه المناقض – إلى عقلانية ومنطقية التوحيد، مشيداً، على سبيل المثال، بمعجزة الشفرة الوراثية الخاصة بالحامض النووي؛ تلك المعجزة التي دلت بوضوح وجلاء عن علمٍ خارق وعن قدرةٍ خارقة لا يستطيع بلوغها أي مخلوق.

 

ثم يشيد بمعجزة تكوين الخلية الأولى، بكل تعقيداتها وتفاصيلها ودقائقها، موجهاً سؤاله إلى الملحدين في سخريةٍ وتعجب قائلاً: كيف تكون الخلية الأولى – بتلك الصنعة المعقدة – عشوائية الصنع أو وليدة الصدفة؟ يتساءل “هيثم طلعت”ً: كيف يمكننا تصديق أن العشوائية هي التي أنشأت الخلية الأولى التي تفوق في كل عصية من عصياتها أعلى الكومبيوترات تعقيداً؟ بل كيف يمكننا تصديق أن العشوائية هي التي تُحول معلومات التشفير الوراثي إلى وجود حقيقي في الكائن الحي؟ إن معجزة التشفير الرباعي عمل إعجازي بكل معاني الكلمة؛ إذ تجتمع جميع المواصفات التي يحتاجها الكائن الحي…تجتمع مُشفرة في نواة الخلية بداخل شريط الـ “دي إن إيه الـDNA” بالكائن الحي عبر نظام التشفير الرباعي.

 

 ذلك التشفير الذي إذا قمنا بنسخه على الورق، فإنه سيملأ نحو ألف مجلد بواقع خمسمائة صفحة لكل مُجلد، بل إن عملية التشفير تشمل تخزين المعلومات وحفظها بعد ذلك عند الحاجة، وليس مجرد التشفير.

ومن حُجة التشفير الرباعي، ينتقل “هيثم طلعت” إلى حُجته المناهضة للحتمية؛ مؤكداً أن الإنسان ليس أسيراً لتحركات أيونات الصوديوم والبوتاسيوم؛ ليس أسيراً للطبيعة والفيزياء كما يفترض الإلحاديون. فإن تطلع الإنسان للحق والخير والعدل والقيمة ليس نتاجاً لتحركات الأيونات على جدران الخلية العصبية؛ وإن هذه التفاعلات الفيزيائية والكيميائية لا تفرز الوعي كما تصور الرؤية الإلحادية. 

 

وكما أشار في كتابه قائلاً: “إن للإنسان معنى مفارق لهذا الوجود، منه يستمد معناه وقيمته، ومن خلاله يعرف الحق والخير والعدل” (ص23).

 

ويتطرق “هيثم طلعت” كذلك إلى حُجته المناهضة لنسبية الأخلاق التي يفترضها الإلحاديون، فيدلل تاريخياً ومعرفياً بأن الأخلاق لا تطور فيها ولا تقدم، فالإنسان هو العنصر الثابت في تاريخ العالم؛ حيث دخل التاريخ برأس مال أخلاقي هائل. والفلسفة الأخلاقية – بعد أفلاطون – لم تحقق أي تقدم على الإطلاق؛ وكذلك أفكار “أرسطو” الأخلاقية، فهي تصلح لكل عصر، فقد تعلو الأخلاق وتهبط، ولكنها لا تتطور

 

يصف “طلعت” الإلحاد انتحاراً متواصلاً للعقل، وإسقاطاً للوعي والإدراك على المادة الجامدة فقط، كما تقول "شيرين فهمي" في ملخصها.

 

وهنا يوجه سؤاله للملحد قائلاً: كيف يمكن للمادة أن تستوعب القوانين التي تُطبق عليها حتى تنتج قانوناُ وسبباً ونتيجةً؟ وكيف يُصدق الملحد قدرة الإنسان على إخراج “كتالوج” ورقي للسيارة، ولا يُصدق قدرة الله على إخراج “كتالوج تشفيري” للكائن الحي، بل قدرته على تحويل ذلك “الكتالوج” إلى إنسانٍ متكامل من لحم ودم وروح؟ لماذا يعترف الملحد بصانع السيارة ولا يعترف بصانع الإنسان الذي هو أشد تعقيداً؟ إنه إنكار لصانع الإنسان؛ إنكار يتصف بـ”قمة الشذوذ المعرفي والعقلي والإحصائي”، كما أورد “طلعت” في كتابه، وهو ما جعله يُجزم بأن الإلحاد ليس إلا لعبة عقلية معترضة على وجود الله وليست منكرة لوجوده؛ “كفر سببه الجحود وليس غياب الأدلة”، وهو ما جعله يوقن بأن الإلحاد ليس إلا موقفاً نفسياً، لا موقفاً علمياً أو منهجياً أو فكرياً كما يدعي الملحد.

 

تعليقات