أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
الفكر الإلحادي ـ أرشيفية
قال الباحث الديني محمد بن عبد الستار الفيديميني، إن هناك 3 تنبيهات على الجميع مراعاتها قبل الخوض في دعوة أو مناقشة أحد الملحدين.
الأول: أن القراءة في هذا الموضوع ينبغي أن تكون على قدر الحاجة، وأن من لم يُبتل بمقارعة الإلحاد فليس له أن يكثر النظر في شبهات القوم والرد عليها، بل تكفيه المعرفة الفطرية، وأصول الاستدلال العقلي على وجود الله، الموجودة في كتب العقيدة.
الثاني: أنه لا بد من التمكن في العلوم الشرعية عمومًا، وفي العقيدة خصوصًا لمن يخوض هذا المجال. وما أكثر من أقبل على مناقشة الملاحدة بزاد قليل من العلم، فوقع في مزالق عقدية خطيرة، وهو يحسب أنه يحسن صنعا! كما أن مناقشة الملاحدة لا بد أن تتطرق إلى مناقشة الشبهات اللادينية؛ ولا سبيل إلى كشف هذه الشبهات إلا من طريق العلم الشرعي.
الثالث: لا بد من الاعتصام بالله وصدق الملجأ إليه، وعدم الاعتداد بالعقل ولا التعويل على قدرته في التعامل مع الشبهات دون عون من القدير سبحانه. وما أكثر المنتكسين الذين سقطوا في مستنقع الحيرة أو الإلحاد الصريح، بسبب كثرة اعتدادهم بعقولهم، وخوضهم في محاراتها، دون اعتماد على الباري سبحانه.
وشدد الباحث ـ في بحث له نشره عبر ملتقى أهل التفسير ـ على أهمية تصحيح النية من أنّ الغاية من الحوار والمناظرة أو الدعوة هي هداية الملحد، وتبيين ضلاله بأدلة العقل الصريح والعلم الصحيح، وهذا يحتم توخي الحذر من الشرك الخفي، أعني: الغرور، العجب، الرياء، السمعة، وغير ذلك.
وأكد على مراعاة أدب الحوار والأسلوب الراقي، والدعوة والحوار بالتي هي أحسن، فحسن الأدب وجمال الأداء في عرض الأفكار له تأثير قوي على النفس، ولو شعوريًّا. ولهذا أمر الله سيدنا موسى أن ينهج هذا النهج مع أعتى طاغية عرفه تاريخ البشريّة، فقال: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ﴾ .
وبين أنه علينا ونحن ندرس هذه الظاهرة دراسة نقديّة، أن نعتمد منهجيّة علميّة ترتكز على أسس يقينية، بعيداً عن الظنون والأوهام، يحكمها المنهج المنطقي العقلي المستند إلى الحجّة والذي لا يقتصر على مجرّد الكلام الوعظي الخطابي، فضلاً عن أن يكتفي بتوجيه كلمات التكفير والحكم بالارتداد، ونحو ذلك.