كاتب إماراتي: الأفكار التحررية لم تخدم البشرية في شيء

  • أحمد حماد
  • الثلاثاء 11 يناير 2022, 9:50 مساءً
  • 818
أحمد محمد الشيحي

أحمد محمد الشيحي

قال أحمد محمد الشيحي، مدير عام مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه، إن الأفكار التي تهدد الأوطان كثيرة، ومنها الأفكار التحررية التي تناهض القيم والمبادئ، وتروّج لأيديولوجيات متطرفة في شأن الحريات، وتتاجر بحقوق الإنسان لنشر أجندات عبثية وأفكار عدمية تلوث العقول وتهدم الفطرة وتكسر الروابط الأخلاقية والقيم المجتمعية والمبادئ الوطنية والموروثات الدينية والثقافية.

 

وأكد في  في مقال نشره عبر صحيفة "البيان" إن المشكلة الكبرى حينما تتحول هذه الأفكار التحررية إلى أيديولوجيات وتيارات يسعى أصحابها لبثها بل فرضها على الدول والمجتمعات، تحت ستار الحريات وحقوق الإنسان، ويتم التسويق لها بشكل ممنهج، باسم منظمات وناشطين وناشطات وعبر أدوات التأثير الناعمة والمنصات الترفيهية العالمية التي لا تستهدف مجرد تحقيق متعة عابرة، بل تتضمن غزواً ممنهجاً لكسر حدود المحرمات وإطلاق الإباحية من عقالها، ابتداءً من الإلحاد وبث الأفكار العدمية التي تلغي أي معنى للحياة، ومروراً بالتفسخ الأخلاقي وممارسة الجنس خارج الزواج والشذوذ الجنسي فيما يسمى بالمثلية، وانتهاءً بالتمرد على الأسرة والمجتمع وهدم الأنظمة وبث الأفكار الثورية وإضعاف روح الانتماء للأوطان والترويج للعنف والإرهاب والجرائم المنظمة.

 

وبين أنه يتم الترويج لذلك في إطار الحريات والحقوق التي يجب صيانتها، بل يتجاوز الأمر كل الحدود حينما يتم التحبيذ لها كأفكار مثالية يجب نشرها والترويج لها والعمل على إبرازها وإظهارها في المجتمعات، فالإلحاد يصبح قمة العقلانية والرقي العلمي، والشذوذ الجنسي قمة التصالح مع النفس بل حتمية بيولوجية، والتمرد على المجتمعات والأوطان قمة الشجاعة والبسالة والتحرر، ويصبح في المقابل نقد هذه الأفكار التحررية تطرفاً وتخلفاً وانحطاطاً!!

وأكد أن الواقع المر شهد على أن هذه الأفكار التحررية لم تخدم البشرية في شيء، بل كانت محاضن للعنف والإرهاب وهدم الأوطان، فقد خرجت من رحم الأفكار التنويرية المتطرفة التي ابتدأت بالثورات وهدم الأنظمة وممارسة العنف والإرهاب كما حصل في الثورة الفرنسية، وأفرزت تالياً الحروب الاستعمارية التي سعت لفرض الحرية المزعومة على العالم بالحديد والنار، واتخذت ذلك ذريعة لاستعمار الدول واستعباد الشعوب ونهب الخيرات، كما حصل في الحروب النابليونية التي وُصفت بحروب التنوير والتحرير، ثم ولاحقاً وفي ظل هذه الأفكار صعدت الفاشية والنازية والشيوعية، وأغرقت أوروبا في أكثر الحروب العالمية تدميراً وإرهاباً على مر التاريخ، والتي طحنت أوروبا طحناً، وراح ضحيتها الملايين من البشر، وتم ضرب مدن بالقنابل وقتل النساء والأطفال، وإلقاء القنابل الذرية، وفي خلال ساعات بل دقائق قُتل مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال في مدينة واحدة، وكلٌّ يدّعي أنه يقاتل في سبيل الحرية والتمدن.

تعليقات