أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
الإلحاد في مهب الريح
"الإلحاد في مهب الريح".. من أبرز الكتاب التي أولفت في الفترة الماضية لكشف زيف الإلحاد، لـ : محمد مصطفى مصري العاملي.
وفي وصف الكتاب يقول المؤلف: "الإلحاد كالإيمان.. مفهوم قديمٌ متجدد.. يتسع تارة ويضيق أخرى.. وهو بحسب اللغة العربية واسع المعنى، فهو (ميلٌ عن إستقامةٍ) كما في معجم مقاييس اللغة: أَلْحَدَ الرجل: إذا مال عن طريقة الحق والإيمان، وفي لسان العرب: الإلحاد في اللغة الميلُ عن القصد، لكن الإستعمال المتأخر صار يضيق شيئاً فشيئاً... حتى صار يعرف بأحد مصاديق المعنى اللغوي وهو (إنكار الإله)، ففي معجم اللغة العربية المعاصر عُرِف بأنه: مذهب من ينكرون الألوهية، وفي معجم المعاني الجامع: رجلٌ ملحدٌ: من يجحد وجود الله، وفي اللغة الإنجليزية عرّف atheism في قاموس اكسفورد بأمرين: الكفر، أو عدم الإعتقاد والإيمان بوجود الله أو الآلهة، وقريب منه قاموس ويبستر الشهيد، Webster، إلا أنه استبدل الكفر بــ (الكفر القوي)، وأضاف للتعريف اللغوي الموقف الفلسفي الديني وهو: الكفر بوجود الله أو أي إله آخر، وعليه، فإن المعنى المعاصر للإلحاد هو: الكفر بوجود الله وإنكاره، ومع التوسع في المعنى المعاصر فإنه صار يشمل أيضاً: عدم الإعتقاد بوجود الله أو الإلهة، وإن لم يكن ناشئا عن إنكار، والفارق بينهما واضح، فالأول: من يكفر بالله تعالى وينكر وجوده، والثاني: من لا ينكر وجود الله تعالى ولكنه لا يعتقد به، أي لم يثبت عنده وجود الله تعالى، والثاني: تريث من (اللاأدرية) أو (اللادينية) بحسب بعض تعاريفها، وقريبٌ من بعض أقسامها بحسب تعاريف أخرى له".
ويتابع: وقد حاول جمعٌ من علماء الغرب الملحدين (بالمعنى الأول وهو إنكار وجود الله، الترويج للإلحاد، والتهجم على أصحاب الإعتقاد بوجود الله تعالى، ودعوا المؤمنين إلى ترك الدين أيّاً يكن، واستهزؤوا به وبدينهم أيما إستهزاء، وصوّروا لعامة الناس أن العلم الحديث يثبت مذهبهم، ويطل الإعتقاد بالله تعالى، ولأن الإنصاف يقتضي النظر في كلمات هؤلاء قبل إجابتهم، فإن جولة في أهم ما كتب عن الإلحاد في السنوات الأخيرة تبين بشكل واضحٍ جداً عجزهم عن الإستدلال على ما يذهبون إليه تماماً، فتراهم يقرون بأمرين: الأمر الأول: أنه (ليس لديهم وليل على عدم وجود الله تعالى)، والحال أن عدم وجود الدليل ينبغي أن يكون مانعاً من الإنكار عند المصنفين، فنفي الوجود، كما إثباته، يحتاج إلى دليل، الأمر الثاني: وهو الأهم، أنه يقرّون بأنه (لا يمكن لأي عالم) أن (يبرهن على عدم وجود الله تعالى)، وهذا الإقرار وحده ينسف مذهب الإلحاد نسفاً... ويذره قاعاً صفصفاً... وحيث يمكن وصفه بالمذهب الذي يتعصب له أصحابه، فإنه مذهبٌ رايته الإنتقال من الإيمان (وهو العلم بوجود الله) إلى الإلحاد (وهو الإنكار الناشئ عن جهل لا عن علم، أو الجهل المحض دون إنكار) وهو إنتقال من النور إلى الظلمة... ظلمة بسيطة (وهي ظلمة الجهل)، أو ظلمات بعضها فوق بعض (ظلمة الجهل وفوقها ظلمة الإنكار)...
واختتم: ضمن هذه المقاربات يأتي هذا الكتاب الذي تضمن عشر مقالات مبسّطة قدر الإمكان حول جدلية الإلحاد... تبدأ من جدلية العلم والدين... لتغوص مع أشهر الملاحدة المعاصرين في بطون كتبهم... وتقرأ سطورهم وما بينها... لتكشف عن ضحالة فكريةٍ، وضعفٍ علميٍّ هائل، وتناقضٍ رهيب، وتغييب لدور العقل والمنطق في تبني الإلحاد، ثم تعمد إلى إلزام الملحدين بلوازم عقائدهم... فارشادهم إلى مدرسة عليّ رضي الله عنه منارة العقل والدين، وتهديهم إلى طريقٍ ينجيهم من سياط المجتمع المجرّدة عليهم... لما عادوا أنفسهم وعائدوا الحق... لتبين لهم أن الدين... فوق شبهات الملحدين.
ويمكنكم قراءة الكتاب كاملًا من هنا.