رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

أحمد سيد شحاته: الملحد أشد كفراً من المشرك

  • أحمد حمدي
  • الجمعة 07 يناير 2022, 9:18 مساءً
  • 816

قال أحمد سيد شحاته، في كتابه "خرافة الإلحاد"، إن الظواهر الشاذة انتشرت بكثرة في مجتمعاتنا العربية، وهو ما يتطلب الحذر وأن نكون على وعي ودراية، حتى نحمي النشء

وفسّر معنى الإلحاد في كتابه، مؤكدًا أن الإلحاد "في اللغة: ألحد بمعنى: مالَ، وعدل، ومارى، وجادل، وجار، وظلم، ولحد الرجل في الدين لحدًا، وألحد إلحادًا: طعن، واللام والحاء والدال أصل يدل على ميل عن الاستقامة، واللحد حفرة مائلة عن الوسط، وألحد فلان: مال عن الحقـ، والإلحاد هو مطلق الميل وترك القصد؛ يقال: ألحد الرجل إذا مال عن طريق الحق والإيمان، وألحد في دين الله: إذا حاد عنه وعدل به شيئًا آخر، ولحد في الدين وألحد فيه: إذا طعن فيه، وألحد في الدين: إذا شك فيه واعترض عليه".

والإلحاد في الشرع هو: الكفـر بالله تعالى والميل عن طريق أهل الإيمان والرشد وجحد الرسالات السماوية وتكذيب الأنبياء وإنكار الحياة الآخرة والبعث والجنة والنار وتكريس العمر للدنيا فقط، حسبما أشار "شحاته" في كتابه.

 

وبين أن الملحد أشد كفراً من المشرك، فالأول ينكر وجود الله أصلًا بينما يثبت الآخر وجوده ولكنه يثبت معه شريكًا، وبين الإيمان والشـرك والإلحاد تأتي طائفة تسمى "اللاأدرية"، ولسان حال الإنسان اللا أدري: لا أدري.. هل الله موجود...؟ هل الله غير موجود...؟ لا أدري ولا أعرف، هل هناك عالم آخر...؟ هل هناك أرواح...؟ هل هناك ثواب وعقاب...؟ لا أدري.

 

وتابع مؤلف "خرافة الإلحاد" أن اللاأدري يرى أن كل معرفة هي معرفة نسبية وليست أكيدة، ولا يمكن الجزم بأمر ما، فما أراه أنا صائبًا يراه غيري خاطئًا، والعكس قد يحدث، بل أن حكم الإنسان في أمر ما قد يختلف من وقت إلى آخر، ومن ظروف إلى أخرى، ولذلك فالأفضل أن أقول أنني لا أدري.

وأشار إلى أن الإنسان اللاأدري مثل إنسان أعمى تائه لا يدرك طريقه، وكريشة في مهب الرياح تحملها كيفما تشاء، والفكر اللاأدري لا يشبع الإنسان، بل يجرّده من شخصيته ويتركه في متاهة، ولن يعفيه من مواجهة المصير المحتوم عندما يحاسب الإنسان أمام الديان العادل.

ودلل المؤلف في مطلع كتابه على وجود الله عز وجل بقوله إن الله خلق الخلق، ودلّهم عليه من خلال بديع صنعه، وآثار قدرته، وفطر الناس جميعاً على ذلك؛ فإن المشـركين والكفار لم يستطيعوا أن ينكـروا وجوده، ولا أن ينسبوا الخلـق لأحد غـيره، لأنهم لا يستطيعون أن يخالفوا أحكام العقول، فليس يعقل أن يكون الخلق بلا خالق، ولم يدّع أحد من المخلوقات أنه الخالق، فثبت أن الله  خالق الخلق، وصانع الكون بلا منازع

 

ولم يشذ عن هذه القاعدة الثابتة منذ بدء الخلق وإلى الآن غير شرذمة قليلة لا تكاد نسبتهم تساوي شيئاً في عدد من يؤمن بالله وأنه الخالق جلّ وعلا.

 

وقد كانوا الملحدون فرادى لا يذكر لهم شأن ومهزومين لأنه لا حجة عندهم ولا دليل على ما يقولون، فمجرد المواجهة لهم مع أقل الناس إيمانًا يظهر عورهم، ويتبين عجزهم، فما كان لهم من خطر على ذي دين، حتى فتح لهم الباب على مصـراعيه من خلال المواجهة المتخفية، خلف صفحاتهم المشبوهة على الإنترنت يبثون فيها سمومهم، ويستقطبون شباب الأمة ممن لم تتمكن العقيدة من قلوبهم، وأهمل الآباء والمربّون متابعتهم، ليلقوا في قلوبهم الشبهات، ويزّينوها لهم بالشهوات.

 

وأكد تصاعد خطر الملحدين وخبثهم ومكرهم، وقلة الوعي الديني عند كثير من الشباب في هذه الأيام، وهو ما يتطلب  تسليط الضوء عليهم، وتفنيد شبهاتهم، وبيان كذبهم وضلالهم، وتحذير الشباب منهم، أو على الأقل تسليحه بالأجوبة الشافية على شبهاتهم وشكوكهم.

 

تعليقات