باحث شرعي يتحدث عن نشأة الإلحاد وأول ملاحدة عرفهم التاريخ

  • أحمد حمدي
  • الثلاثاء 04 يناير 2022, 8:47 مساءً
  • 1110
ديموقريطس ـ أرشيفية

ديموقريطس ـ أرشيفية

 قال الباحث الشرعي، محمد بن عبد الستار الفيديمينى، في حديث له عن نشأة الإلحاد، إن الإلحاد من حيث هو إنكار لوجود الإله الخالق، وكل ما يتعلق بذلك من خلق وإيجاد، ورسل ورسالات، وحساب وجزاء، لا يعرف له تاريخًا محددًا، وإن وجدت بعض الإشارات لحالات معدودة ونادرة.

 

وأضاف ( فى دراسة نشرت على ملتقى أهل التفسير) أن أول الملاحدة الذين عرفوا وسجلت آراءهم أو كتاباتهم الإلحادية، كانوا في العصر الإغريقي، وهم الذين كانت لهم آراء ظاهرة، حاولوا فيها تفسير الوجود، والكون، وظاهراته، والتغيرات التي تجري فيه، تفسيرات تستبعد استبعاداً كلياً فكرة وجود خالق، ومن هؤلاء: ديموقريطس، وهو فيلسوف إغريقي (470 – 361 ق. م)، وأبيقور، وهو فيلسوف إغريقي (341 – 270 ق. م).

أما في العصر الميلادي، فقد ظهر في اليونان كتاب ملاحدة، نقلت عنهم عبارات ومؤلفات تنفي وجود خالق صراحة، ومن هؤلاء: دياغوراس من ميلوس ( 415 – 465 م)، وكريستياس ( 403 – 460 م).

أما من المحدثين، فمنهم: توماس هوبز، فيلسوف إنجليزي، ويعد أول الماديين (1588 – 1679 م)، وكارل ماركس، يهودي ألماني، مؤسس الشيوعية (1818-1883م).

وقد بُنيت على الإلحاد العديد من المذاهب والمدارس الفكرية والاجتماعية المعاصرة، تبنته ودعت إليه، واستلهمت مادتها منه، وعملت على نشره، منها "الشيوعية" وهي  مذهب اقتصادي اجتماعي وضع له أساس اعتقاديٌّ فكري، قائم على إنكار وجود رب خالق لهذا الكون، وأن المادة هي كل الوجود، وأن أحداثها وتغيُّراتها مع أحداث التاريخ الإنساني تخضع لقانون جبريّ مزعوم في المادة، على أنه صفة من صفاتها الذاتية، أساسه فكرة فلسفية عنوانها «الماديّة الجدلية»([7]).

وكذلك "الداروينية" وهو مذهب التحول أو التبدل، ويتلخص في أن الكائنات الحية في تطور دائم على أساس من الانتخاب الطبيعي، وبقاء الأصلح، فتنشأ الأنواع بعضها من بعض، ولاسيما النوع الإنساني الذي انحدر عن أنواع حيوانية.

وهو بذلك ينفي عن الله عملية الخلق كله، ويقرر أن الحياة وجدت على الأرض بالصدفة، ومن مقولات داروين: «إن الطبيعة تخلق كل شيء، ولا حد لقدرتها على الخلق».

و "الوجودية" وهي مذهب يقوم على إبراز قيمة الوجود الفردي، وخصائصه وجعله سابقاً على الماهية، فهو ينظر إلى الإنسان على أنه وجود لا ماهية، وأن الإنسان مطلق الحرية في الاختيار، يرتع في المعاصي واقتناص الشهوات كما يحلو له دون الخوف من حسيب ولا رقيب.

"المذهب العقلي" مؤكدًا أن العقلانية أو المذهب العقلي هو القول إن المعرفة تنشأ عن المباديء العقلية القبلية والضرورية، لا عن التجارب الحسية، لأن هذه التجارب لا تفيد علماً كلياً.

كما يطلق على الإيمان بالعقل وبقدرته على إدراك الحقيقة، وذلك لأن قوانين العقل مطابقة لقوانين الأشياء الخارجية، وأن كل موجود معقول، وكل معقول موجود، والعقل قادر على الإحاطة بكل شيء دون عون خارجي يأتيه من القلب أو الغريزة أو الدين([10]).

فهو منهج فكري يعتمد أحكام العقل، من غير الاستناد إلى الدين أو الرسل، فكل ما يحيط بنا مردود إلى مبادىء عقلية.

"العلمانية " ومعناها القواعد التي ليس لها علاقة أو رابط بالقواعد الكنسية أو الأنظمة الدينية، فلا تبالي بالدين والاعتبارات الدينية، وقد ظهرت كمذهب أو مصطلح يناهض انحرافات الكنيسة في أوروبا بما كانت تفرضه من صكوك الغفران والحرمان، ومن تحريم البحث في العلوم التجريبية.

فهذه الظروف تمخض عنها النظام العلماني الذي يفصل بين الدين والمجتمع، ويعزل الدين عن القوانين والتشريعات كلها".

"الوضعية" وهي مذهب فلسفي يُرسي دعائم الإلحاد أو المادية أو اللادينية، يريد وضع دين العلم الجديد تحت مصطلح "الوضعية" أو "فلسفة الوضعية".

ويرى أن المعرفة اليقينية هي معرفة الظواهر التي تقوم على الوقائع التجريبية، ولا سيما تلك التي يتيحها العلم التجريبي. وينطوي المذهب على إنكار وجود معرفة تتجاوز التجربة الحسية، ولاسيما فيما يتعلق بما وراء الماد وأسباب وجودها.

تعليقات