"الإسلام والإلحاد وجها لوجه".. كيف نعرف الله؟

  • أحمد حماد
  • السبت 01 يناير 2022, 6:39 مساءً
  • 789
هيثم طلعت

هيثم طلعت

قال الدكتور هيثم طلعت، الباحث المتخصص في الرد على الملحدين، إن معرفة الله تكون بطرق كثيرة جدًا.

 

وأوضح في كتابه "الإسلام والإلحاد وجها لوجه"، أن الطريق الأول: هو معرفة الله عن طريق الفطرة السليمة، فالإنسان بفطرته يعلم أنَّ له خالقًا، فأنت بالفطرة تعرف أنَّ لك خالقا خلقك بهذه الهيئة وهذه الأعضاء وهذه الخِلقة وهذا الصنع والإتقان المدهش، وأيضًا الإنسان بفطرته يعلم أنه مُطالب باللجوء إلى خالقه بالعبادة، ويعلم أيضًا بفطرته أنه مفتقرٌ لخالقه سبحانه ومحتاجٌ إليه في كل وقت، ويزداد هذا الشعور بالحاجة لله في الشدائد.

وأوضح أن فطرة معرفة الله فُطِر عليها كل البشر، قال الله تعالى ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [٣٠] سورة الروم، وقال سبحانه ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ﴾ [١٧٢] سورة الأعراف.

واشار إلى أنه قبل أن نُخلق فُطِرنا على معرفة الله وفُطرنا على العبودية له سبحانه (وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا).

 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: ما مِن مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ.([16])

 

وأكد هيثم طلعت، أننا نُولد على هذه الفطرة، وهذه الفطرة تكفي كل إنسان يريد الحق أن يستدل على الحق وأن يستسلم لهذا الحق متى تبين له، وأن هذه الفطرة لا يستطيع أن ينكرها حتى أشد الناس كفرًا وخاصةً في الأوقات العصيبة، فالناس كلهم يلجأون لله في أوقات الشدائد وينسون ما يشركون ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا﴾ [٦٧] سورة الإسراء.

 

وتابع: إذا كان الإنسان في كربٍ شديدٍ وشعر بالهلاك، فإنه لن يدعو إلا الله، وسينسى كل شركياته؛ وهذا الإخلاص لله في الدعاء وقت الشدائد دافعه الفطرة السليمة الموجودة بداخل كل إنسان.

 

واستدل طلعت بقول أحد رؤساء أمريكا -أيزنهاور- وكان قائدًا للقوات الأمريكية في الحرب العالمية الثانية يقول بعد أن شاهد كيف أنَّ القوات تعود للفطرة وقت الخطر الشديد: "لا يوجد ملاحدة في الخنادق" ([17] ففي الخندق وقت الحرب لا يوجد منكرٌ لله، الكل يعود لله، فهذه حقيقة الفطرة التي يعترف بها كل البشر وقت الشدائد.

 

تعليقات