رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

"الإسلام والإلحاد وجها لوجه".. هل ينال الكافر الأجر من الله على أعماله الصالحة؟

  • أحمد حماد
  • الخميس 30 ديسمبر 2021, 03:28 صباحا
  • 550

قال الدكتور هيثم طلعت، الباحث المتخصص في الرد على الملحدين، إن العمل الصالح فِطرة فَطر اللهُ الناس عليها، لذلك ترى أي إنسان يمكن أن يعمل أعمالاً صالحةً ولو كان كافرًا أو مشركًا، فالكل يعملون أعمالا صالحة للفطرة التي فُطروا عليها.

 

وأوضح في كتابه "الإسلام والإلحاد وجها لوجه" أن شرط قبول العمل الصالح هو أنْ يُقصد به وجهُ الله، ويُقصد به الحصول على ثوابه من الله، لذلك الشخص الكافر بالله الذي يعبد مع الله آلهةً أخرى نقول له: اذهب لمن أشركتهم مع الله في عملك الصالح واحصل على أجرك منهم، فأنت لم ترجو بأعمالك الصالحة وجه الله وحده.


وتابع في إجابته على سؤال: هل ينال الكافر الأجر من الله على أعماله الصالحة؟ مؤكدًا: تخيل إنسانًا قام أهلُه بتربيته والإنفاق عليه حتى صار شابًا قويًا، ثم ذهب لغيرهم ليخدمهم، هل يحق له أن يعود لأهله ليقول لهم: أعطوني أجرة خدمتي لغيركم؟ فليذهب لمن كان يخدمهم وليحصل على أجرته منهم، ولله المثل الأعلى، فالله هو الذي خلقك ورزقك وامتن عليك بكل النعم ثم تترك عبادته وتريد أن تأخذ منه أجر عملك؟ كيف هذا؟ ولذلك قال الله عز وجل ﴿وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا﴾ [٢٣] سورة الفرقان، وقال سبحانه ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا﴾ [٣٩] سورة النور.

 

وأشار إلى أن الذين كفروا لا يستحقون الثواب على العمل وإن كان صالحًا، لأنهم كفار لم يقصدوا بالعمل الصالح أن ينالوا ثواب ربهم، ولا ابتغوا به رضا خالقِهم، فليست القضية في مجرد العمل الصالح فنحن جميعًا مفطورون على كثيرٍ من الأعمال الصالحة، وإنما القضية لماذا تعمل هذا العمل الصالح ولمن تعمله؟ وهل تعمله لمصلحتك الشخصية أو تعمله رياءً أو تعمله لغير الله؟ فكل هذا ليس في سبيل الله ولا يُرجى منه ثواب العمل الصالح الذى يُرجى من الله.


تعليقات