رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

التسامح بين الأديان من منظور الدبلوماسية الروحية

  • جداريات Ahmed
  • الثلاثاء 17 سبتمبر 2019, 1:57 مساءً
  • 1478
غلاف الكتاب

غلاف الكتاب

   التسامح بين الأديان من منظور الدبلوماسية الروحية

 سيظل التسامح هو روح الدين ، ومن أبرز الكتب حول هذا الموضوع كتاب "التسامح بين الأديان من منظور الدبلوماسية الروحية" للكاتب الدكتور خالد التوزاني ، والذي نال هذا العام  جائزة الشيخ المختار الكنتى للثقافة والعلوم ، يمنحها مجمع الشيخ سيدي المختار الكنتى الإسلامي بجمهورية موريتانيا .  

     وكان حفل تسليم درع الجائزة في مدينة العيون الساقية الحمراء، بالمملكة المغربية، ضمن فعاليات ملتقى عيون الأدب العربي الذي نظّمته جمعية النجاح للتنمية الاجتماعية في موضوع التسامح في الأدبين العربي والافريقية.

وقال الدكتور التوزاني عبر صفحته الفيس بوك " لماذا لم تنجَحْ دَعَواتُ التَّقريبِ بين الأديان، ولمْ تُفلِحْ الدِّبلوماسيات الرّسمية والموزاية في تحقيقِ تعايشٍ بين أهلِ الأديان؟ ما العوائقُ التي تُؤَخِّرُ فَرْضَ السَّلام العالَمِيّ وحِماية أمنِ النُّفوس والأرواح التي تُزْهَقُ في كلِّ لَحْظَةٍ؟

     يُثْبِتُ هذا الكِتاب، عَبْرَ بَحْثٍ بالغ التَّدقيق في العِرفانياتِ الدّينيةِ والأحداث التاريخية والمواقف الإنسانية، أنَّ روحانيةَ الأديان تَمْلِكُ القدرةَ على خَلقِ فُرَصِ التَّواصُلِ الرُّوحي بين بني البَشَر وفرضِ احترام قداسة الإنسان، انطلاقاً من رؤيةٍ تتجاوزُ ظاهرَ الأديانِ إلى جوهرها الأوَّل وهو الإحسان إلى الخَلَق، والنَّظر إلى الآخر المُخَالِف باعتباره شَريكاً في الحَياة وليسَ مُنافِساً أو عَدُوّاً، حيثُ يُقَدِّمُ الكِتابُ مُقترحاتٍ عمليَّةٍ تُسْهِمُ في نَقْلِ الحِوارِ الدِّينيّ مِنَ التَّعَالي إلى التَّآخِي، ومِنْ سُلْطَةِ الدَّليلِ والبُرهان إلى سُلطةِ المحَبَّة والعِرفان، بِمَا يُؤسِّسُ لتعايُشٍ حقيقِيّ بينَ أهْلِ الأديان، وهذهِ الرُّؤيةُ يَطلِقُ عليها المؤلِّفُ "دِبلوماسية رُوحِية عِرفانية"، تَنْهَلُ مِن رُوحِ الدِّياناتِ منهجها القائم على تزكيةِ النُّفوسِ وتأليف القُلوب، وهي دِبلوماسيةٌ لا ترومُ الإقناع، أو دفع الآخر للتَّخَلِّي عَنْ مُعتقداتِهِ ومَواقِفِهِ، ولا حتَّى التَّبشير بنمطٍ مُعَيَّنٍ مِنَ التَّدَيُّن، بقدرِ ما تَسعى لتأكيدِ دَوْر التَّزكية في تنقيةِ العلاقاتِ الإنسانية مِنَ التَّوتُّر والقَلق ومِنْ سُلْطَةِ الذَّات ونوازِع الاسْتِعْلاء على الغَير أو اِدِّعاء امتلاك الحَقَّ أو المعرفة، وبذلك تُشَكِّلُ هذِه الدِّبلوماسية الرُّوحية مدخلاً للوقايةِ مِنَ التَّطرُّف والعُنف، ببناءِ تعايشٍ دينيّ، يرى في الإنسان أينما كان، بُنيانُ الله، لا يَجوزُ انتهاكُ حرمتِهِ أو الإساءَة إليه، بل المطلوب دوام الإحسان إليه.

تعليقات