هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
كتاب الزواج المثلي-في-ضوء-مقاصد-الشريعة-الاسلامية
"الزواج المثلي في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية".. كتاب من إصدارات مركز باحثات لدراسات المرأة، للباحث إبراهيم جكيتي، ويعد موضوع الكتاب من أهم الموضوعات المعاصرة التي يستجد فيها الكثير على كافة الأصعدة، العلمية والاجتماعية، وغيرها.
يضع الكتاب الأكف على قضية غاية في التعقيد، وأصبحت من الممارسات المنحرفة في عصرنا الحديث، حيث أصبح زواج المثليين الآن علنا، بل والبعض يتفاخر به، وآخرون يرون أنه من باب الحرية الشخصية، هؤلاء الذين لا يتورعون في أن يفسدوا في الأرض ويغيرون ناموس الحياة بأفعالهم المنكرة.
الكتاب يناقش القضية من أجل التعريف بخطورتها على المجتمعات، فكل أمر مخالف للفطرة، هو فاسد في نفسه مفسد لغيره، وما جاءت تلك الأفكار إلا سهاما موجهة نحو الفكر الديني، ونحو المجتمعات التي تلتزم العقيدة، كي يستعمرون أفكارهم ويدمرونها، فلم يعد الأمر منتشرا فقط في بلاد الغرب، بل إنه بدأ في الظهور بالبلاد العربية، بصورة فيها هدم للمعايير والخلق العربية والإسلامية والفطرة التي خلقنا الله بها.
حيث استهل الباحث كتابه بمقدمة يذكر فيها الحكمة من خلق الله تعالى الإنسان من زوجين؛ وذلك لضمان بقاء النوع البشري على وجه الأرض للقيام بمهمة الاستخلاف والتعمير فيها إلى قيام الساعة، فقال عز وجل: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ)) {الحجرات: ١٣}، وفطر في كل منهما الشهوة الغريزية، ففي كل منهما ميلاً للآخر جبلةً، ومن هذه الغريزة الطبيعية يتحقق من ذلك التناسل بينهم؛ ليستمر بقاء النوع الإنساني على وجه الأرض جيلاً بعد جيلٍ وقرناً بعد قرنٍ؛ حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ومما جاءت به الشريعة الإسلامية الغراء وغيرها من الشرائع السماوية تنظيم طريقة إشباع تلك الغريزة الجنسية الجبلية في الإنسان، وطريقة التناسل بين الجنسين؛ حفاظاً على مقصد حفظ النسل.
لذا شرع الشارع الحكيم الزواج بين الذكر والأنثى بصورة تتوافق مع الفطرة السليمة، والحضارة الإنسانية، وتحقق مقاصدَ شرعية جليلة وأهدافًا نبيلة، تكفل للفرد والمجتمع الصلاح والفلاح، فلم يزل الناس منذ أن خلق الله أباهم آدم عليه الصلاة والسلام وأمهم حواء يحصل التناسل والتناكح بين الذكور والإناث وفق ما جاءت به الشرائع إلى عهد قوم لوط عليه السلام الذين انحرفت فطرتهم الجنسية، فأصبح الرجال يأتون الرجال دون النساء كما وردت قصتهم في القرآن الكريم، قال سبحانه وتعالى: ((وَلُوطًا إذْ قالَ لقَوْمه إنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحشَةَ ما سَبَقَكُمْ بها منْ أَحَدٍ منَ الْعالَمينَ * أَإنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبيلَ وَتَأْتُونَ في ناديكُمُ الْمُنْكَرَ )){العنكبوت: ٢٨ – ٢٩} فكانت عاقبتهم ما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز من سوء العاقبة،حيث قال سبحانه وتعالى: ((فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ )){هود: ٨٢ – ٨٣} وهذه سنة كونية فيمن انحرفت فطرهم عما فطرهم الله عليها إلى قيام الساعة.
ومنذ ذلك الوقت ظلت صور الانحراف الجنسي باقية مر الزمن، إلى أن صار الزواج المثلي قانونًا مقننًا في دساتير دول العالم المعاصر، ومنهجًا تعليمياً يُقرر في المدراس، وحقًا عالميًا لمنحرفي الفطرة الجنسية.