باحث إسلامي عن تقليد الغرب: نماذجنا الإسلامي التاريخية أولى

  • د. شيماء عمارة
  • الأربعاء 15 ديسمبر 2021, 8:52 مساءً
  • 504
أرشيفية

أرشيفية

قال الباحث الإسلامي، علي الرباج، إن ما تريده العلمانية -بمختلف توصيفاتها- هو  ترسيخ الفصل التام بين أجزاء الدين، مما يغيّر من طبيعة الدين ويغيّر من وجهة النظر في فحوى وجوده، رغم أنه بالنظر إلى حقيقة الدين والتدين والإيمان، نجد أن ذلك كله جهة واحدة لا يمكن وقوع الانفكاك فيها.

 

وأضاف في مقال له على منصة "السبيل" الإسلامية، أن المسلم لن يقبل العلمانية المحضة خاصة أن الذين ينادون بها يعتنقون أفكاراً تعارض كل مسلماته وكتبهم تتعارض  مع القرآن الكريم جملة وتفصيلًا وليس بينها وبين الإسلام شيء؛ إضافة إلى احتقار دعاتها وتشكيكهم في كل ما هو ديني، والدين بالنسبة للمسلم هو الأصل وهو سر القوة؛ وحين يصرح في أنه يرفض هذه العلمانية، لا يعني ذلك أنه ينكر أن العلمانية غيرت أوروبا، وإنما كونه  ضد من اجتزأ أفكارهم وعزلها عن السياق ورمى شعبه بها من فوق.

 

وتابع، أن المسلم المقتنع بهويته يفتخر بتاريخه التليد، ويرفض إسقاط النظريات عليه من السماء بدعاوى تناسبها مع الكل، فالنظريات ليست قمصانًا جاهزة تتناسب مع مختلف الشعوب، فحتى في القمصان هناك أحجام، وما يناسب هذا ليس مما يناسب ذاك، وبالتالي فالعلمانية التي تناسب أوربا ليس بالضرورة أن تناسب العالم، فلكل شعب خصوصياته.

 

واستكمل: إنه ليس بالضرورة أن نقلد أوربا حتى نكون مثلها، فنحن نمتلك نماذج إسلامية هي خير من أوروبا وأقصد الأندلس في العصور الذهبية؛ كما يوجد نموذج عالمي استطاع بناء تفوقه بالاستناد على تراثه الخصب دون الحاجة لاتباع أوربا وهو اليابان؛ زد على ذلك، أن العلمانية لا تطبق في الدول المتقدمة فقط، بل تعتمدها دول متخلّفة كالهندوراس وتوغو وغيرها، وتبنتها من قبل حكومات شديدة التطرف والعنف كالفاشية والنازية والستالينية والماوية في الصين، إلا أنّ العلمانية لم تنقذ هذه الدول من الفقر والتطرف.

 

وهنا يبقى السؤال، لماذا لم تستطع العلمانية إنقاذ تلك الشعوب من تطرفها السياسي، إذا كانت تحمل ما تحمله من مزايا كما يدعي الغرب؟!، ولابد من أن يجد الغرب إجابة حقيقة لذلك أو فليواجهوا أنفسهم.

تعليقات