حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
قال الكاتب والروائي السعودي فوزي الصادق، إن مفهوم الوجودية هو وجود الإنسان والأشياء من حوله، و"هنا تنبثق فكرة الاختلاف بين وجود الإنسان عن سائر الأشياء" فما حوله يبقى موجودات لا تزيد عن ذلك، أما الإنسان فانه يتناول وجوده بعقله ويده فيصوغ نفسه وكيانه ويستخرج جوهره، فيولد الإنسان ويحيا لسنين طوال يكون فيهل ثابتا ومتغيرا في آن واحد، لأنه معروف منذ اليوم الأول من عمره كانسان موجود لا أكثر، ولكن وبعد عدة سنين نجد انه قد تجوهر فظهرت ماهية وأصبحت له دلالة وجودية كانسان غني أو فقير أو عالم أو جاهل، وهذا هو الجوهر أو الماهية بعد الوجود .
وأضاف في مقال له بعنوان "الإنسان بين الوجود والمصير" نشرته صحيفة الشرق، أن الوجودية أعطت الإنسان حرية الاختيار "بالعقل" في عاداته وتقاليده وتخطيط حياته واختيار نهجه ومشروعه والوسط الثقافي والاجتماعي الذي يفضل أن يكون فيه، فالطيّب صاغ نفسه بالخير، والشرير قد صاغ نفسه بالشر، فالطيبة والشر هما ماهية وجوهر وجود إنساني سابق وثابت تحددت تباعا على أساس مفهوم الحرية والاختيار الذي يسلكه الفرد في حياته، ولذا وجب وجود رب "الله" جل جلاله مديراً للكون، ووجود الرُسل عليهم السلام لتعليم الأخلاق. وبدونهما ستكون فوضى، وسيرتكب ما يشاء من الجرائم كما تمليها عليه شهواته، فالإنسان مخيّر " بالعقل " لأنه مسؤول ومُكلف، وهذه الشهوات لا تقود الإنسان، إنما الإنسان هو الذي يقودها، وهو مسؤول عن التصرف بها .
وتابع: هكذا تتجذر الحرية كمبدأ أساسي من مبادئ الفلسفة الوجودية، وعلى الجهة المقابلة، يبرز "الإلحاد" مفهوم الوجود الوهمي، حيث يعاني الإنسان من الاغتراب والضياع فيتقمص الآخرين ولا يجد نفسه، وهذه المرحلة تمثل نوعاً من عدم الوجود، والفلسفةُ الوجودية تُشدِّد على أهمية القلق لخلاص الإنسان وتخليصه من أزماته، لذلك فهي تقف ضد الأشخاص الذين يرفضون تحمل مسؤولية القلق الوجودي، ولا يريدون تأكيد ذواتهم ولا يَطمحون إلى اكتشاف مواهبهم ولا يَتركون بصمة في حياتهم، وهؤلاء وفق المنظور الوجودي يَغرقون في نظام استهلاكي روتيني مغلق، ويَبحثون عن الراحة والرفاهية بعيداً عن الأسئلة الوجودية والقضايا المصيرية.
واختتم: نستـنتج أن الفلسفة الوجودية تعتبر الهروب من مسؤولية القلق وهو نهاية الإنسان، وبما أن الإنسان محكوم منذ ولادته بالموت، فعليه أن يكتشف تفاصيل حياته بنفسه، ويستغل كل لحظة زمنية، ولا يضيع وقته في الأمور غير المفيدة، وهذا لا يتحقق إلا بالبحث عن معنى الوجود، والتفتيش عن الوجوه لا الأقنعة .